ترك برس

صرح رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان التركي طه أوزهان بأن الوفد التركي المسؤول عن تسليم غولن التقى أكثر من 100 مسؤول أمريكي حتى الآن، عدا عن الاجتماعات الجماعية مع المسؤولين، مشيرًا إلى أن الفرصة الوحيدة للولايات المتحدة الأمريكية لتحاشي تدهور العلاقات مع تركيا تكمن في إعادتها لفتح الله غولن.

وأوضح أوزهان في حديث لموقع الجزيرة ترك أن الوفد التركي بدأ لقاءاته بوزارة العدل ومنها إلى وزارة الخارجية ومن ثم الداخلية فالدفاع، مبينًا أن وزارة العدل عبرت عن انزعاجها من وجود غولن في أمريكا منذ اللحظات الأولى لقدومه، ووعدت الوفد بإتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لإكمال عملية التسليم، مؤكّدةً أن العنصر الأساسي في هذه القضية هي وزارة الخارجية.

وذكر أوزهان أن الأحزاب السياسية التركية متفقة تمامًا على تسليم الولايات المتحدة لغولن، مشيرًا إلى ضرورة أن تُقدّر الولايات المتحدة أهمية تركيا على المستوى الدولي والإقليمي، وأن تتجنب خسارة تركيا من أجل غولن.

وعن تقييمه للرد الأمريكي الرسمي الذي حصلت عليه تركيا حتى الآن، قال أوزهان إن تركيا أجرت لقاءات مكثفة مع المؤسسات الأمريكية الرسمية وغير الرسمية، مشيرًا إلى أن الوفد التركي المختص بملف غولن التقى بعيدًا عن الاجتماعات الجماعية، بأكثر من 100 مسؤول أمريكي حتى الآن.

"عملية الإعادة غير متعلقة بغولن فقط"

وأضاف أوزهان أن تركيا سلمت الولايات المتحدة ملفًا موسعًا يشمل عددًا من الشخصيات المقربة لغولن والموجودة إلى جانبه، وأن "كل من طلبنا تسليمه ضالع في العمليات الإرهابية المنفذة من قبل الجماعة، وقد أثبتنا ذلك بوثائق موسعة"، موضحًا أن تركيا أبرمت مع الولايات المتحدة اتفاقية عام 1981 تبيّن المادتان التاسعة والعاشرة منها بشكل صريح ضرورة تسليم الولايات المتحدة لغولن بناءً على الوثائق المقدمة من قبل تركيا دون العودة إلى ما تدّعيه أمريكا وهو ضرورة انتظار قرار المحكمة الأمريكية. كما أن هناك عُرفًا دوليًا يقضي بتسليم الدول للمجرمين إلى بعضها دون تعقيد، حسب أوزهان.

ما هو الرد الأمريكي الرسمي؟

وصف أوزهان الرد الأمريكي بأنه غير شافي، موضحًا أن الولايات المتحدة وعدت سابقًا بالتعاون في الملف وإرسال وفد بقيادة بايدن لمناقشة الأمر ولكن الولايات المتحدة لا تُبدي الجدية اللازمة حيال الأمر.

وأشار أوزهان إلى أن التطورات الدولية والإقليمية أظهرت أهمية تركيا بالنسبة لجميع العناصر الفاعلة على الساحة الدولية، داعيًا الولايات المتحدة إلى تقدير أهمية تركيا وعدم تقديم عنادها المألوف على تعاونها مع تركيا التي تطالب بتسليم شخص تم إثبات إرهابه وإجرامه.

كيف تقيمون زيارة بايدن؛ وهل تأتي في إطار إدراك الولايات المتحدة لحساسية تركيا، أم في إطار السعي لتخفيف ضغط تركيا وتخديرها بمواضيع أخرى؟

رأى أوزهان أن الزيارة جاءت متأخرة جدًا على عكس التوقعات التركية، مبينًا أن الكل يعلم علاقة أمريكا الوثيقة بالانقلابات العسكرية حول العالم، وكذلك جميع المواطنين الأتراك يعون جيدًا العلاقة الوطيدة لأمريكا بالانقلابات العسكرية التي حدثت في تركيا أكثر من مرة.

وقال أوزهان إن تركيا تتعامل مع إدارة لم تعترف بالانقلاب الدموي الذي وقع في مصر قبل 3 سنوات، إدارة معروف دعمها الواضح للانقلابات العسكرية، وهذا ما يزيد من تعقيد عملية التفاوض معها، مشيرًا إلى أن أمريكا اليوم على منعطف طرق في تحديد نوعية علاقاتها مع تركيا التي لم يعد يمكن تخديرها بوعود بسيطة.

وأكد أوزهان أن أمريكا تتعمد المماطلة، فعلى الرغم من مرور أكثر من شهر على بدء العملية، إلا أن تركيا ستؤكد من خلال الرسائل الخطية والعملية، أنها لا تملك الوقت للانشغال بالمراوغة الأمريكية، وستكون الفترة القادمة هي المحدد لنوعية العلاقات الأمريكية التركية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!