يشار حجي صالح أوغلو – صحيفة اقشام – ترجمة وتحرير ترك برس

في السابق كانت الأطراف تتقاتل فيما بينها من أجل تحقيق مصالحها الخاصة وحماية حدودها، لكننا اليوم نرى أطرافا كثيرة في الصراع تقدم أوراق اعتمادها للقتال من أجل مصالح وأجندات دول أخرى في بلدها حتى تحرقه، ومن أهم هؤلاء التجار هم التنظيمات الإرهابية التي بات تتحرك في سوريا والعراق دون أي حساب للحدود بين البلدين، ولأن هذا هو الواقع؛ وجب علينا نحن أيضا ان نقيّم الأمر في سوريا بربطه مع العراق وكذلك يجب علينا تقييم الأمر في العراق بربطه مع سوريا، لأن البلدين باتا اليوم في صورة واحدة يلزمه استراتيجية واحدة بعيدا عن أي عوامل تتأثر بالحدود بينهما.

إن الدول التي تسعى من أجل مصالحها وأجنداتها في سوريا والعراق تعمل اليوم من أجل ادخال تركيا في الغرفة المظلمة ومستنقع الفوضى، وما ليلية الخامس عشر من تموز/ يوليو إلا ليلة أخرى من ليالي تقسيم سوريا، ولأن أطماعهم في ملف الطاقة ما زالت متقدة فإن تركيا تعتبر هدفا مهما على حائطهم يصوبون عليه السهام عبر أدواتهم الإرهابية المختلفة، ومع دخول المرحلة الثانية من خطتهم بدأنا نرى بوضوح أثر التحالف الثلاثي الآثم بين حزب فتح الله غولن وحزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش.

تعتبر عملية درع الفرات بعدا جديدا مهما في هذه المعركة المشتعلة بين تركيا والإرهاب، ولأن الإرهاب يسرح ويمرح بين سوريا والعراق ضد تركيا فإن على تركيا في المقابل أن تكوّن جبهة واحدة وقوية ضده في كلا البلدين، ويجب أن يكون الهدف من هذا التحرك المزدوج لتركيا هو حفظ وحدة التراب في كل من سوريا والعراق، أما بالنسبة لسوريا فإنه من أجل تأكيد هذه الوحدة يجب على تركيا تقوية المنطقة الآمنة وتوسيعها حتى خط منبج-الباب.

في إطار كل ما سبق فإن اقتراح أمريكا لعملية الرّقة يجب أن يصحبه تدخل أمريكي فاعل ومنسجم مع القوات التركية المشاركة، وإلا فإن نتائج التدخل ستكون عكسية على أنقرة وضد أجنداتها، فبدلًا من أن تحمي نفسها والوحدة السورية العراقية ستكون المحصلة هي حماية التنظيم الإرهابي وحدات حماية الشعب الكردية. ومن أجل عملية حقيقية ضد الإرهاب يجب أن يتم التخلص من "الممر الإرهابي"، كما يجب أن تكون العملية مزدوجة في الرّقة والموصل من أجل تأثير حقيقي يفت في عضد تنظيم داعش حتى سحقه، وغير ذلك من كلام أو فعل فإنه سيبقى بلا فائدة وهباء لا طائل منه تذروه الرياح.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس