ترك برس

رأى الكاتب المحلل السياسي الفلسطيني، ماجد كيالي، أن حصول نوع من إعادة التموضع في سياسة تركيا خاصة في إعادة علاقاتها مع روسيا إلى طبيعتها (مع استعادة علاقاتها مع إسرائيل)، غير معادلات الصراع في سوريا.

جاء ذلك في مقال له حول الاتفاق الأميركي الروسي الأخير بشأن وقف إطلاق النار في سوريا، نشرته الجزيرة نت، حيث أشار أن أهمية الاتفاق أنه يعقد بعد العديد من التطورات المهمة التي غيرت من معادلات الصراع ومكانة القوى المتصارعة في سوريا.

وأوضح أن من أهم تلك التطورات، انحسار مكانة إيران في سوريا بالقياس لوضعها السابق، مقابل بروز روسيا كمفاوض باسم النظام، وكصاحبة القرار في ما يخص الصراع الجاري على مستقبل سوريا.

ولفت كيالي أن أن إيران كانت تتصرف وكأنها من تملك التقرير في الشأن السوري، ضمن الحلف الذي يضمها مع روسيا والنظام، خصوصا بالنظر إلى وجودها العسكري على الأرض، مع المليشيات اللبنانية والعراقية والأفغانية التي تتبع لها.

وأضاف: "حصل هذا التغيير بعد دخول روسيا على الصراع المباشر، منذ أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، إذ أن هذا الأمر، سيما مع الغارات الوحشية التي شنها الطيران الروسي على مواقع المعارضة وبعض المدن السورية هي التي عززت موقف النظام ومكنته من الصمود بعد التراجعات التي أحاقت به".

ومن تلك التطورات أيضًا، بحسب الكاتب الفلسطيني، حصول نوع من إعادة التموضع في سياسة تركيا خاصة في إعادة علاقاتها مع روسيا إلى طبيعتها (مع استعادة علاقاتها مع إسرائيل)، ودخولها على خط الصراع العسكري المباشر في سوريا، في ما سمته عملية "درع الفرات" (أواخر أغسطس/آب)، في مواجهة "داعش"، وفي مواجهة "قوات سوريا الديمقراطية" المحسوبة على حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي تعتبره بمثابة امتداد لحزب العمال الكردستاني التركي، الأمر الذي غير معادلات الصراع في سوريا، وغير معها خارطة تموضع القوى العسكرية المتصارعة.

وشدّد كيالي أن الاتفاق جاء مع بداية انحسار وجود "داعش" من الأراضي السورية نتيجة ضربات التحالف الدولي، والدخول التركي إلى الأراضي السورية، والمواجهات التي خاضتها "قوات سوريا الديمقراطية ضده.

كما بيّن أن الاتفاق جاء وسط حاجة روسيا إلى إستراتيجية للخروج من الورطة التي وجدت نفسها فيها غير قادرة على الاستثمار في الصراع السوري إلى الدرجة المناسبة. هكذا فبعد عام كامل من القصف الوحشي مازالت المعارضة السورية قوية وقادرة على تحقيق مكاسب، كما حصل في معركة حلب واحتلال الراموسة قبل أسابيع (استعادها النظام مؤخرا بمعونة القصف الروسي).

ومن ناحية أخرى، قال الكاتب إن روسيا لم تستطع تحقيق مكاسب سياسية مهمة تجعل الولايات المتحدة تخفف الضغط عنها في ملفات أخرى، مثل أوكرانيا، ونشر الدرع الصاروخي في محيطها، ورفع العقوبات التكنولوجية المفروضة عليها، ووضع حد لانخفاض أسعار النفط الذي أثر عليها كثيرا.

لذا فمن هذه الناحية فقد كان الانفتاح الروسي على تركيا وتفهم سياساتها في سوريا حاجة روسية، مثلما كان حاجة تركية، ويأتي في إطار البحث عن مخارج أو عن تحميل الأعباء على آخرين، وهذا ما يفسر إلحاح روسيا على الولايات المتحدة مشاركتها العبء العسكري في سوريا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!