غونتاي شيمشك – صحيفة خبر ترك - ترجمة وتحرير ترك برس

تعد متابعة التطورات الحاصلة ما وراء كواليس زيارة الرئيس الروسي بوتين إلى تركيا أمرًا ضروريًا أكثر مما يبدو في الظاهر. وذلك نتيجة لإسهامها في تأسيس نظام عالمي جديد، وإثارة الاهتمام بوصفها إحدى الخطوات المهمة التي ستشكل هذا النظام. لأنه من الخطأ تناول موضوع زيارة بوتين المهتم عن كثب بالتطورات الحاصلة في منطقتنا كانتقال إلى مستوى أفضل مما كانت عليه سابقًا من ناحية التجارة بين الدولتين ومشروع السيل التركي لخط أنابيب الغاز الطبيعي ومحطة أكويو للطاقة النووية في ولاية مرسين فحسب. بسبب الأهمية البالغة التي يثيرها البعد الاستراتيجي للعلاقات التركية الروسية. ومثال على ذلك إمكانية إبداء ملاحظة حول ما قد ينتج عن موضوع الأمن في منطقتنا ومجال الصناعات الدفاعية إلى جانب التعاون على صعيد يفضي إلى رد فعل غربي.

ومن غير المتوقع أن نحتاج إلى مدة زمنية طويلة من أجل رؤية المنحى الذي ستأخذه هذه التطورات الجارية مراقبتها عن كثب والقلق الغربي المرتبط بها. وفي هذا الإطار سيصبح إقامة الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي نؤمن بها وندعوها كحليف لنا، علاقات مع الإرهابيين والإرهاب المعادي لتركيا والعمل ضدها لسنوات إلى موضوع يتصدر عناوين الأخبار لكونها وسيطًا مهمًا في تقارب أنقرة وموسكو.

في حين تحولت تصريحات بوتين في مؤتمر الطاقة بخصوص العمل مع تركيا منذ البداية وإبداء الدول الغربية ردود فعل مع ما تواجهه من مشاكل واللجوء إلى محاولة انقلابية غادرة موضوع نقاش مرة أخرى. ولهذا ينبغي رؤية تأكيد بوتين على اجتياز تركيا مرحلة صعبة بحديثه عن تعرضها لمحاولة انقلابية مؤخرًا. ومتابعة القيادة الروسية لذلك. وتهنئته للشعب التركي. والسيطرة على الوضع بمثابة إشارة على فتح باب جديد بين البلدين.

لا ينبغي إقامة خط تاناب على السيل التركي

أود تسليط الضوء على أمر مهم بوصفي كاتبًا يبدي ملاحظة هي الأولى من نوعها في هذه الزاوية عن تحسن العلاقات التركية الروسية بشكل أفضل مما كانت عليه سابقًا. بالإضافة إلى وجود تفصيل يتعلق في البداية بأجور العبور غير الربحية لتركيا في تاناب مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي وذلك بإفساحنا المجال واسعًا من أجل وضعه حيز التنفيذ مع دولة أذربيجان الشقيقة.

ولهذا ينبغي الحيلولة دون تأثير أجواء التقارب الحاصل بين الدولتين في كافة المجالات بهدف تفادي حدوث أمر مشابه في السيل التركي. بسبب ما يقال حول المشروع بإن الوضع الحالي يبدو كالشراكة في مشروع بالجهة البحرية التركية. ولذلك ينبغي أن يكون في الطرف البري، المار بالأناضول كمكان ستتحمل تركيا المسؤولية فيه كما جرى في مشروع التيار الأزرق. بالإضافة إلى ضرورة بذل جهود حثيثة من أجل إحلال تركيا محل اليونان كقاعدة مركزية للغاز الطبيعي مع الأخذ بعين الاعتبار امتداد المشروع إلى أوروبا مستقبلًا.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مواضيع أخرى للكاتب

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس