ترك برس

قالت مجلة "إكونوميست" (Economist) البريطانية الأسبوعية في إحدى تحليلاتها، إنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استطاع ضرب عصفورين عبر عملية درع الفرات، وحقق ما يهدف إليه في الشمال السوري.

وذكرت المجلة البريطانية المعنية بالشؤون الاقتصادية خلال تقييمها لسياسة تركيا تجاه سوريا والعراق، أنّ أردوغان تمكّن من تطهير المناطق السورية المحاذية للحدود التركية من عناصر تنظيم داعش الإرهابي، ومنع في الوقت نفسه عناصر تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي (الامتداد السوري لمنظمة بي كي كي الإرهابية) من تشكيل حزامهم في الشمال السوري.

وجاء في التحليل ما يلي: "أردوغان وعلى مدى السنوات الخمسة الماضية من عمر الأزمة السورية، أصرّ على حلفائه الغربيين ضرورة إنشاء مناطق آمنة في الشمال السوري، وعندما لاحظ أنه لن يجد آذاناً صاغية من الغرب، قرر القيام بهذه الخطوة بمفرده، مستمدّاً العون من الجيش السوري الحر، فقام بتحرير الخط الواصل بين مدينتي جرابلس وأعزاز من عناصر داعش".

وأردفت المجلة في تحليلها قائلةً: "وبنفس الوقت تمكّن من الحيلولة دون قيام عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي من ربط مناطقه الواقعة شرق وغرب نهر الفرات ببعضها البعض، فأردوغان بفضل عملية درع الفرات ضرب عصفورين بحجرة واحدة ونال ما يريده، غير أنه ما زال يخطط للنزول مع قوات الجيش الحر نحو الجنوب السوري أكثر".

كما أشادت المجلة بعملية درع الفرات مبينةّ أنّ الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها في مدينة جرابلس المحررة وأنّ المدارس والمرافق العامة عادت لأعمالها وعاد الطلاب إلى مدارسهم.

وأضافت المجلة أنّ العديد من النازحين في ريف حلب الشمالي والشرقي توجّهت إلى جرابلس فور تحريرها من تنظيم داعش، فيما بلغ عدد اللاجئين العائدين إلى المدينة المذكورة من تركيا قرابة 6 آلاف و700 لاجئاً.

وفي هذا الصدد أفردت المجلة حيزاً من تحليلها لتصريحات الأم أمينة حردان التي أكّدت أنها شعرت للمرة الأولى بالأمان منذ اندلاع الأزمة السورية، وأوضحت بأنّ عملية درع الفرات ساهمت في توفير الأمن لها ولأولادها التسعة.

ودعماً لقوات "الجيش السوري الحر"، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس/آب الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس (شمال سوريا)، تحت اسم "درع الفرات"، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة "داعش" الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء.

ونجحت العملية، في تحرير المدينة ومناطق مجاورة لها، كما تم لاحقاً تحرير كل الشريط الحدودي ما بين مدينتي جرابلس وإعزاز بريف حلب، وبذلك لم يبقَ أي مناطق متاخمة للحدود التركية تحت سيطرة "داعش".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!