رداد السلامي - خاص ترك برس

الكويت أو البحرين بعد أقل من نصف عقد من الآن ستكون التالية بعد سوريا والعراق، وستحتل مليشيات إيران الكامنة فيهما أو القادمة من العراق وسوريا أيضا إحدى هذه الدويلات الخليجية كمدخل لاحتلال الخليج العربي كما تؤكد تصريحات قادة الفرس، لكن هذه المرة لن يستطيع الخليج أن يحشد العالم لتحريرها كما فعل ضد صدام حسين، لأن إيران هي شريك الغرب وروسيا في تفكيك المنطقة وتحقيق أهداف التقسيم وتموضعات النفوذ وتقاسم المصالح...

إذا أرادت إيران احتلال دول الخليج سيكون ذلك برضىً غربي وعبر مليشياتها، ولن يحتشدوا ضدها بل معها، هم احتشدوا ضد صدام حسين لأنه عربي سني أصيل كان يمثل تهديدا حقيقيا لإيران والغرب، وكان يؤسس لقاعدة تصنيع وتسليح ردع متقدم... وما لم يتوحد العرب والمسلمون بشكل كامل ويهتموا بتحقيق نهضة مشتركة لشعوب المنطقة ويستعدوا لامتلاك قدرات تسليح دفاعي متقدم وإنشاء جيش إسلامي مشترك مدرب ومسلح ذو جاهزية قتالية عالية فإن المنطقة ذاهبة نحو ما هو اسوء من اليوم... إن المستفيد من المؤامرة على الربيع العربي هي إيران. لقد قدم العرب لإيران بإسقاطهم لثورات الربيع العربي ودعم الانقلاب ضد حكوماتها المنتخبة ديمقراطيا كما حدث في مصر فرصة تاريخية لم تكن تحلم بها من قبل، لأن الربيع العربي قام أساسا لتقويض مشروعها الذي أسسته في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وضد المشروع التقسيمي الغربي أيضا، فالخليج له نهاية مؤجلة وقاسية في مخطط إيران والغرب والروس.

لماذا لا يفهم العرب حقيقة المؤامرة؟

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وضع في إحدى تصريحاته قبل أيّام التوصيف السياسي الصحيح لحقيقة الدور الإيراني في المنطقة حين ‏اعتبر التدخل الإيراني في العراق وسوريا واليمن هو بمثابة غزو وتوسع فارسي يشمل المنطقة برمتها، قبل أيّام كان ضيف الجزيرة في برنامج ما وراء الخبر أحد السياسيين الأتراك وقادة حزب العدالة والتنمية وصف في مداخلاته السياسة الأمريكية والغربية في المنطقة بأنها ذات نزعة عدوانية صليبية، ما يعجبك في السياسيين الأتراك أنهم يجيدون تسمية الأسماء بمسمياتها ويحفرون في الخلفيات التاريخية للصراع الحاصل أو الحادث في تفاصيل اليَوم، والمهيمن على كل تفاعلاتها، دقة المصطلحات والتوصيفات التركية لما يحدث يضع المواطن التركي الإنسان التركي أمام حقيقة التحديات وأهداف الصراع ويكشف له عن الكامن في المخططات والسياسات الغربية لذلك تتحول كلمات أردوغان والسياسيين الأتراك إلى ثقافة وجدانية تحكم الوعي الوطني التركي العام وتحدد بدقة رؤيته ومنظوراته السياسية بشكل صحيح واستراتيجي، نحن في المنطقة العربية يفتقر زعماؤنا الى مثل هذه اللغة السياسية الواصفة للصراع لذلك يظل الوعي العام في عمى ومضلل ومفتقر إلى الرؤية الصحيحة والسليمة في فهم ما يجري كما تنتعش في أوساطه الاستقطابات الجاذبة له ليقف ضد ذاته ووطنه ووجوده لأنه بلا وعي مؤسس وبلا ذاكرة تاريخيه تريه حقيقة الصراع ومحركاته وأهدافه الكامنة. الإعلام العربي الرسمي يردد لسان قادته ولسان قادة منطقتنا العربية أعجمي لا يُبين غالبا ولا يكشف فيزيد الإعلام الجماهير جهلا على جهل، ويجعل الشعوب عرضة للاختراقات والتلاعب الفكري والسياسي ليتم تجنيد أبنائها ضدها وإدخالها في صراع اجتماعي يمكن إيران والغرب من تحقيق التقسيم على المستوى الجغرافي أيضا.

عن الكاتب

رداد السلامي

صحفي يمني


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس