د.زبير خلف الله - خاص ترك برس

ردا على ماقامت به هولندا ترفض استقبال سفير هولندا وتمنع خروج او دخول اي ديبلوماسي هولندي... يإتي توتر العلاقات بين هولندا وتركيا ضمن التوتر في العلاقات بين تركيا واوروبا التي باتت منزعجة بشكل كبير من تطور تركيا التي باتت تلعب دورا مهما في طبيعة التوازنات الاقليمية والدولية.

توتر العلاقات بين تركيا واوروبا سيزداد اكثر خصوصا اذا استمرت تركيا في طموحاتها الكبيرة حتى نكون من الدول العشر الاوائل في العالم وربما هذا يعود الى فوبيا العثمانيين التي مازالت تسكن المخيال الجمعي الاوروبي الذي لن ينسى سليمان القانوني الذي اقتحم فيينا.

اوروبا اليوم نكشف عن وحشيتها وديمقراطيتها المشوهة وتعود الى حقيقتها الاستعمارية الهمجية.. ما يحصل الان يبرز ان انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي لم يعد اولوية لدى صناع القرار في تركيا التي باتت تبحث عن بدائل اخرى تساعدها على تطوير اقتصادها وتموقعها في الخارطة الحيوبولتيكية في المنطقة وفي العالم.

ولعل التصرف الهولندي صورة جزئية لصورة اوروبية شاملة تختزن في داخلها حقدا ليس فقط للاتراك والعثمانيين وانما للمسلمين وللحضارة الاسلامية. الحدث اليوم على الرغم من انه حدث سياسي الا انه يحمل في داخله تخوفات اوروبية من حجم المشاريع الكبرى التي تقوم بها تركيا مثل القيام باكبر مطار عالمي وكذلك التقارب التركي الروسي وكذلك التقارب التركي الصيني.

 اسباب عديدة وابعاد مختلفة لتوتر العلاقات التركية الهولندية ومن ثم الاوروبية. لعل اهم بعد في ذلك هو سعي تركيا الى تغيير النظام السياسي من برلماني الى رئاسي مما يجعلها اكثر وحدة واكثر قوة خصوصا ان تركيا هي دولة اسلامية سنية قد تتحول الى قيادة العالم السني في المنطقة وفي العالم.

خلاصة القول انهم لا يستهدفون تركيا كدولة منفصلة وانما يستهدفون اي دولة اسلامية تتمرد على الاوامر الاوروبية وتطمح ان تبني قدرات نهضوية شاملة.

تركيا اليوم في الهدف وغدا ستكون اي دولة اخرى اسلامية تسعى للنهوض.
 

عن الكاتب

د. الزبير خلف الله

كاتب - المركز العربي التركي للتفكير الحضاري


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مواضيع أخرى للكاتب

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس