محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

نحن هنا لم نستطع أن نحلل بشكل جيد من أي مجموعات يتكون "الأتراك البيض".. وعلى الأخص بعد أن تغلغل تنظيم غولن في الأوساط التي تسمي نفسها بالكماليين (نسبة إلى مصطفى كمال أتاتورك) أو العلمانيين، اكتسب الأتراك البيض صبغة "الجماعة" أيضًا. والميزة البارزة في هذه الجماعة هي كراهيتها الشديدة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان...

بالنسبة لهذه الشريحة من الناس "الوطن" يمكن أن يكون أي بلد يمنح الفارين عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة، حق اللجوء.

الأمريكان البيض

نعم.. لم نستطع أن نحلل بشكل جيد من أي مجموعات يتكون الأتراك البيض، لكن الأمريكيين يعرفون بشكل جيد "البِيض" منهم.

أمس الأول، شارك النازيون الجديد وحليقو الرؤوس وأعضاء تنظيم "كو كلوكس كلان" والعنصريون بشكل عام في مسيرة للأمريكان البيض، انتهت بفاجعة في مدينة شارلوتسفيل، بولاية فرجينيا.

أعلنت السلطات حالة الطوارئ في المدينة بسبب أحداث العنف التي أعقبت حادثة دهس استهدفت حشدًا معارضًا لمظاهرة الأمريكان البيض المناهضين، تحت شعار "نريد استعادة أمريكا"، للحقوق المدنية الممنوحة للأعراق المختلفة، وعلى الأخص ذوي البشرة السوداء.

الفاشية ما تزال في عنفوانها

هناك حقيقة تشير إليها الأحداث التي جرت سواء في الولايات المتحدة أو في بلادنا. أصبح نداء كارل ماركس للبروليتاريا العالمية بأن تتحد يُعامل معاملة "الأنتيكا"، في أقسام العلوم الاجتماعية والسياسية.

لكن الإيديولجية الفاشية للبيض في البلدان المختلفة والقائمة  على أرضية من التضامن الدولي، ما زالت في عنفوانها حتى اليوم.

أليس ترامب أيضًا أبيضًا؟

أدان الرئيس الأمريكي فورًا أحداث ولاية فرجينيا، لكن أليس ترامب نفسه، بخطابه وتصرفاته، أمريكيًّا أبيضًا نموذجيًّا؟ اتهاماته الموجهة ضد المهاجرين من أصول لاتينية، وتفعيله "الإسلاموفوبيا" كإجراء رسمي من خلال حظر التأشيرة على بلدان إسلامية، يشكلان الخطوط العريضة لهويته.

ميزة أخرى تميز ترامب وهي اعتباره العالم عدوًّا له من خلال مقولته "أمريكا أولًا".

ماذا سنرى من أحداث؟

هل سيكون باستطاعة من اعتبروا في الولايات المتحدة أن محاولة الخونة الانقلابية في تركيا على حق، أن يطبقوا السيناريو نفسه هناك؟ بمعنى أنه بعد سماعنا بوقوع محاولة انقلابية فاشلة في الولايات المتحدة، هل سنرى منفذو المحاولة يلجأون إلى ألمانيا؟

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس