سركان أوستونر – موقع خبر 7 – ترجمة وتحرير ترك برس

هناك مصطلح بدأت الألسنة تتداوله في الآونة الأخيرة على نطاق واسع: "العقل المدبر". شيء شبيه بفاعل مجهول. لكن أحدًا لا يعرف من هو.

العقل المدبر الذي يتحدث عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستمرار في خطاباته ليس إلا بريطانيا.

فبريطانيا هي من تحرض ألمانيا حاليًّا ضد تركيا، وهي من تسعى إلى تمزيق الدولة التركية.

مع نهاية الحرب العالمية الأولى انتهت الإمبراطوريات ونشأت الدول القومية. وبينما حلت دول تستند إلى أساس القومية محل الكيانات متعددة القوميات في العالم بأسره، بقيت بريطانيا وحدها "إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس".

باختصار، وضعت الإمبريالية البريطانية الحدود الجغرافية بعد الحرب العالمية الأولى. وخصص العقل المدبر لنفسه حصة كبيرة من هذا التوزيع، ثم انزوى جانبًا ليكلف شرطيًّا بالقيام بالمهام مكانه. بعد الحرب تركت المملكة المتحدة جيشها ليستريح، ووضعت السلاح في يد الولايات المتحدة الأمريكية.

تعمل بريطانيا بكل قوتها على تدمير الدولة التركية منذ عهد السلطان عبد العزيز، الذي اغتالته بمكيدة في القصر، بعد مساعيه الرامية إلى تقوية الدولة التي كانت في طور الانهيار.

هناك حقيقة تاريخية، وهي أن أكبر الهزائم التي تعرضت لها بريطانيا في التاريخ كانت على يد الأتراك.

واجه الإنكليز مقاومة وصمودًا لم يكونوا يتوقعونه أبدًا في معارك جناق قلعة وكوت العمارة. وتلقت بريطانيا صفعة عثمانية قوية في الكوت عندما وقع جميع جنودها مع قادتهم في أسر العثمانيين.

تسعى بريطانيا ومن يعمل في خدمتها في الفترة الحالية إلى تدمير الدول القومية من أجل إنشاء دويلات محلية على أنقاضها.

وهذا ما نرى مثالًا عليه في سوريا والعراق. واليمن ايضًا في طريقه إلى التقسيم. الهدف من المخطط تقسيم البلدان المذكورة كي لا يبقى لديها أي آلية للدفاع.

هناك من يحاولون تمييع الدور البريطاني اليوم. فلا أحد تمكن من معرفة سر وجود القوات والطائرات البريطانية في قبرص ليلة المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا.

الإنكليز هم "العقل المدبر"، وبريطانيا تستعمر رسميًّا حتى اليوم 22 بلدًا، وتمتص خيراتها.

الدولة العميقة في بريطانيا تقف وراء الهجوم العنيف والمستمر على تركيا منذ عام 2013 حتى اليوم.

لنعد بالذاكرة إلى الماضي: رغم أننا ألحقنا الهزيمة باليونان في حرب الاستقلال، مع من جلسنا إلى طاولة المفاوضات؟ مع بريطانيا، ولماذا؟ لأن طوق اليونان تمسكه بريطانيا.

لم يتغير أي شيء منذ ذلك الوقت حتى الآن. تدفع بريطانيا بارزاني اليوم إلى الأمام من أجل حماية أمن إسرائيل. ومن مخططاتها الجديدة جر تركيا إلى دائرة مكافحة التنظيمات الإرهابية.

يدا العقل المدبر ملطختان بدماء السلطان عبد العزيز والكثير من شهدائنا. وما يتوجب علينا فعله الآن هو أن نعرف بريطانيا، فمن لا يعرف عدوه لا يمكنه رسم الحملة التي سيقوم بها في مواجهته.

عن الكاتب

سركان أستونير

كاتب في صحيفة خبر 7


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس