متة يارار – صحيفة قرار – ترجمة وتحرير ترك برس

في تصريح أدلى به إلى صحيفة إيزفيستيا، قال مصدر دبلوماسي روسي، ردًّا على سؤال حول صحة أنباء وجود قوات مصرية في سوريا، إن المعلومة صحيحة بالطبع. وأضاف: "يدرك الجميع أن التدخل في الأزمة السورية سيسمح بالتأثير على أسلوب صياغة التطورات في هذا البلد والمنطقة. وليس في هذا ما يثير الدهشة" (المصدر سبوتنيك).

وتقول بعض المصادر إن طيارين مصريين يعملون في القواعد الجوية الموجودة في محافظة حماة، وسط سوريا.

فهل يتوجب ربط وجود القوات المصرية بمشروع الجمهورية العربية المتحدة، الذي أقامته مصر مع سوريا عام 1958، أم النظر إليه في سياق التوتر القائم بين البلدان الخليجية، والذي انضمت إليها القاهرة؟

أعتقد أن الشق الثاني من السؤال السابق هو السبب في توجه قوات مصرية إلى سوريا. ووجود القوات المذكورة يأتي في إطار مشروع القضاء على جماعة الإخوان المسلمين في كل مكان من جهة، ومحاصرة تركيا من جهة أخرى. وأكبر دليل على ذلك، هو نأي مصر بنفسها عن الأزمة السورية طوال الأعوام الماضية وتدخلها فيها الآن.

الموقف التركي الداعم لكل صيغة تؤدي إلى الحل الدائم في سوريا لا يجد تجاوبًا من جانب بعض الأوساط. وتبذل الجهات التي تدرك أن الفوضى في سوريا والعراق تنهك بلدان الجوار، كل ما في وسعها من أجل إطالة أمد الحرب من خلال مناورات مختلفة.

هذا ما شهدناه بشكل واضح أثناء عملية درع الفرات. فقد سقط عدد من شهدائنا في قصف طائرات مجهولة الهوية أو طائرات مسيرة، أو قصف أرضي. وما زالت هذه الهجمات، التي لم يتبناها أحد، مسجلة ضد مجهول.

عندما يأتي الوقت في المرحلة القادمة من عملية درع الفرات في نوفمبر أو ديسمبر، سوف تسأل تركيا عما حدث، وهذه المساءلة سوف تحول دون الوقوع في أفخاخ مشابهة.

ما أخشاه هو سعي بعض الجهات إلى إيقاع بلادنا في الأفخاخ نفسها خلال العمليات، التي ستقوم بها في سوريا خلال الفترة القادمة. بقاء ما حدث مسجلًا ضد مجهول يشجع القتلة.

كلما زاد عدد الدول التي تعمل على الأرض في سوريا والعراق ارتفع عدد الأحداث الغريبة، ووقعت أمور عجيبة وأقيمت علاقات غير متوقعة.

وبينما يتلاشى تنظيم إرهابي، يعمل بعض البلدان على استغلال تنظيم آخر، وفي حين يغير تنظيم ما اسمه، يشهد آخر تحولات بنيوية مختلفة.

وفي ظل هذه العلاقات الغريبة، تعمل تركيا وهي تسعى للبقاء في إطار القواعد المرعية. ولا تستطيع معرفة صديقها أو عدوها. وفي معظم الأحيان تتلقى الضربة في ظهرها.

ويبدو أن المرحلة القادمة تستوجب من تركيا أن تضع سياساتها وهي تسند ظهرها إلى جدار وراءها. وهذا الجدار هو شعبنا الشجاع والصلب والأبي.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس