سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

تسعى الأجهزة المسؤولة في الإدارة الأمريكية عن متابعة منطقتنا باستمرار، إلى فهم الخطابات المختلفة الصادرة عن تركيا بخصوص الإقليم الكردي في شمال العراق.

ومع تقبلها أن خطاب حزب الحركة القومية، على وجه الخصوص، كان موجهًا للسياسة الداخلية، إلا أن الأجهزة المذكورة تعتقد ، بعد النظر إلى طريقة تلقي الشارع الخطاب في تركيا، أنه يشكل سياسة من النوع الذي قد يؤدي إلى نتائج خطيرة في المستقبل.

تقول الأجهزة الأمريكية إن هذا النوع من الخطاب يحيي فكرة الفتوحات بالنسبة لتركيا، وتؤكد أن ذلك يثير الانزعاج لدى واشنطن.

جو الانزعاج هذا في واشنطن كان واضحًا للغاية مساء الثلاثاء الماضي على وجه الخصوص.

التقى دوغلاس سيليمان السفير الأمريكي في بغداد، نجيروان بارزاني، وأبلغه بطلب ورغبة الإدارة الأمريكية في توطيد جو من الهدوء في المنطقة.

وكنت كتبت في مقالات سابقة قبل الاستفتاء أن الولايات المتحدة تهيأت لإدارة الأزمة، وقررت العمل من أجل إجراء عمليات الحوار في جو هادئ بالمنطقة. ولقاء سيليمان – بارزاني كان جزءًا من خطة إدارة الأزمة.

وبينما كانت الولايات المتحدة تعمل على إرساء هذه السياسة، لم يكن مفاجئًا أن تثير الخطابات الصادرة عن تركيا الانزعاج في مفاصل الإدارة الأمريكية.

والمصدر الذي تحدثت معه أوضح لي أن المستجدات التي من الممكن أن يكون لها أبعاد خطيرة قد تتطور على النحو التالي:

"وردت معلومات إلى واشنطن تفيد بأن وحدات حماية الشعب في شمال سوريا صرحت أنها ستشارك في الدفاع عن شمال العراق في حال حدوث هجوم عليه، ولهذا فهي تجري استعداداتها.

لنفرض أن خمسة آلاف مسلح توجهوا إلى الموصل من تركيا. إذا تدخلت وحدات حماية الشعب، وإذا وقعت مواجهة بين هذين الطرفين، أليس هذا في غاية الخطورة بالنسبة للإقليم، وحتى بالنسبة للسلام الداخلي في تركيا؟ بل إنه قد يتحول إلى سيناريو كارثي.

لهذا ينبغي التفكير بتؤدة حيال بعض القضايا والإدلاء بالتصريحات بعد حساب التطورات التي قد تنجم عنها في المستقبل".

هكذا تحدث المصدر المتمرس عن الوضع الحالي، لكن هناك قناعة بأن واشنطن بشكل عام تبدي ردود أفعالها تجاه تركيا بسرعة ودون تفكير، وأنها تتصرف دون أن تضع في الحسبان النتائج التي ستنجم عن ردود أفعالها. 

عن الكاتب

سردار تورغوت

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس