يالتشين أكدوغان – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

ذكرت سابقا أن تنظيم الكيان الموازي يشكل خطراً بالنسبة إلى جميع الدول وليس تركيا فقط، إذ تسرّب هذا التنظيم إلى البيروقراطيات الأمنية لبعض الدول الأوربية، أي أن الشرطة أو الموظفين التابعين للتنظيم يمارسون أعمالهم إلى الآن، كما يُزعم أن عناصر التنظيم قد تسرّبوا إلى الجيش في بعض الدول الاسكندنافية ودولة أخرى في قارة أمريكا.

من الواضح أن تنظيم الكيان الموازي هو تنظيم عابر للحدود ومهمته تأمين الاستخبارات للقوى الدولية ويعمل تحت قيادة بنية تنظيمية أعلى نفوذاً منه، لذلك ركزت مسبقاً على تحذير الدول الأوروبية من نشاطات هذا التنظيم وتسرّبه إلى الجيش والجهاز الأمني.

ذكرت أيضاً أن فضيحة حلف الناتو وقعت في النرويج، بيما شوهدت الثانية في كندا، وبغض النظر عن القائم على هذا الفعل فمن الواضح أنه نفذ ذلك بالذهنية التي يفكر بها تنظيم الكيان الموازي، التنظيم الموازي يعني نصب الفخاخ والخداع والافتراء والاغتيال، إذ تحاول القوى التي تدير تنظيم الكيان الموازي الحصول على نتائج تخدم مصالحها الشخصية في مختلف مناطق العالم من خلال استخدام تنظيم الكيان الموازي أو التنظيمات المشابهة له.

تغيّر أسلوب تنفيذ العمليات سراً إلى أسلوب التنفيذ علناً، إذ بلغت هذه العمليات من العلانية والتهور وإثارة السخرية درجةً تسمح للقائمين بها بترك توقيعهم وليس بصمات أصابعهم فقط، وإضافةً إلى ذلك تشير الأحداث التي وقعت مؤخراً في الشرق الأوسط إلى انعكاس هذه الذهنية على الساحة من خلال اعتماد أساليب أكثر عدوانية في المنطقة، وفضيحة حلف الناتو تمثل الدليل الأكبر على ذلك.

لم يتمكن الأشخاص الذين يلقون اللوم على الرئيس أردوغان نتيجة تحيزهم السياسي ورؤيتهم الخاطئة للأحداث من إلقاء اللوم على أردوغان هذه المرة، إذ تأكدنا مرة أخرى من مدى صحة الأقوال التي تشير إلى أن "الاسم الذي وضع على لوحة الهدف خلال تدريبات قوات الناتو هي تركيا وليس اسم الرئيس أردوغان"، لكن في هذه المرة وُضعت أسماء مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك ورئيس هيئة الأركان خلوصي أكار إلى جانب اسم أردوغان غلى لائحة الأهداف، هل يمكن لمن يريد وضع تركيا على لائحة الهدف أن يقوم بأكثر من هذا للحصول على نتيجة؟

تشير هذه الفضيحة التي تحمل توقيع "غلاديو" الناتو إلى مدى توسّع نطاق الهجمات التي تتعرض لها تركيا، كما يمثل فخ 17 ديسمبر مشهداً آخر لهذه الخطة.

من الواضح أنه يتم استغلال حلف الناتو في تنفيذ عملية عدوانية تستهدف التأثير على الفكر والإدراك، إذ تحول حلف الناتو إلى أداة تستخدم في تنفيذ الهجمات ضد حليف توقفت عن حمايته أمام جميع أنواع الهجمات بعد مرور مئات السنين على التحالف.

تركيا تواجه التهديدات الإرهابية منذ عشرات السنين، إضافةً إلى الهجمات الإرهابية التي تأتي من الدول المجاورة، واكتفى حلف الناتو بالمشاهدة متحججاً بأكاذيب تشير إلى أن الناتو غير مكلف بمثل هذه المهمة، لكن كلما تعلّق الأمر بمصالح أمريكا لم يتردد الناتو في تنفيذ عمليات عسكرية في مناطق المختلفة، في حين كانت هذه التهديدات صادرة عن التنظيمات الإرهابية أيضاً.

تركيا دعمت حلف الناتو بالجنود والمال وبذلت جهوداً كبيرةً في عدة مجالات مختلفة، وقدمت العديد من الشهداء خلال العمليات التي نفذها حلف الناتو في جميع أنحاء العالم، في حين لم يتمكن الناتو من تقديم مجرد تحالف صادق لتركيا.

من الواضح أنهم سيحاولون حصار تركيا بشتى الوسائل، إن العمليات التي تستهدف الفكر والحالة النفسية هي عبارة عن حرب أعصاب، في هذا السياق يجب على تركيا أن تهدئ أعصابها وأن لا تنخدع بالأكاذيب المشاعة، كما قال الرئيس أردوغان: "يجب علينا ترصيص الصفوف خلال الفترة القادمة".

عن الكاتب

يالتشين أكدوغان

سياسي تركي، عمل نائبا لرئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو.


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس