حسناء جوخدار - ترك برس

تشهد تركيا منذ مطلع عام 2017، انتقادات متبادلة بين حزب العدالة والتنمية الحاكم والمعارضة الرئيسية المتمثلة بحزب الشعب الجمهوري، بسبب زيادة اهتمام  الحزب الحاكم بمؤسّس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك.

حزب الشعب الجمهوري ينتقد حزب العدالة والتنمية بسبب تصريحاته المادحة لمؤسس الجمهورية، وهو أمر يثير تساؤلات عديدة في الشارع التركي، على الصعيدين الشعبي والسياسي.

المعارضة التركية تبدي استغرابها إزاء التقرّب المفاجئ لحزب العدالة والتنمية من أتاتورك، وترى أن مشاركة أعضاء وممثلي الحزب في حفلات وفعاليات الذكرى السنوية لوفاة مؤسس الجمهورية "غير صادقة".

وردًا على انتقادات المعارضة، وخلال حفل أقيم بأنقرة بمناسبة ذكرى وفاة المؤسس في العاشر من الشهر المنصرم، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن هناك سجال دائم في البلاد حول "أتاتورك" و"الأتاتوركية".

وأوضح أردوغان أن سبب ذلك يعود إلى أن الانقلابيين وقوى الوصاية والمعادون لتاريخ البلاد وقيم الأمة، حاولوا التخفي تحت ستار "الأتاتوركية. متّهمًا حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة باستغلال اسم أتاتورك.

واعتبر أن هناك فرقا بين أتاتورك الذي يحظى بمحبة الأمة، ومفهوم الأتاتوركية، الذي تم صياغته بعد رحيل مؤسس الجمهورية.

من جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم، في كلمة أمام الكتلة البرلمانية لحزبه، أن أعضاء العدالة والتنمية يزورون ضريح أتاتورك في جميع المراسم والحفلات الرسمية.

وأشار يلدريم إلى أن أعضاء حزب العدالة والتنمية ليسوا مضطرين لإثبات حبهم تجاه مؤسس الجمهورية التركية لأي أحد، معتبرًا أن الاتاتوركية لا تكون بالكلام.

وأضاف: "إذا كنت ترغب في أن تكون أتاتوركيًا فعليك أن تفتح الجامعات والمعالم والمشاريع الضخمة وأن تهتم بالصناعات المحلية العسكرية من دبابات وصواريخ وطائرات حربية، ويجب أن تبني أكبر مطار في العالم مثل المطار الثالث في إسطنبول".

المتحدث بإسم حزب العدالة والتنمية ماهر أونال، قال مؤخرًا، إن حزبه لم يكن لديه أي مشكلة مع مصطفى كمال أتاتورك أو الجمهورية أو العلمانية، منذ وصوله إلى السلطة قبل 16 عام.

في المقابل، ادّعى المتحدث بإسم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال، أن الحزب الحاكم بدأ يمدح أتاتورك من أجل كسب أصوات الكتلة اليسارية في الانتخابات المقبلة، بسبب عدم حصوله على الأصوات الكافية خلال الإستفتاء الدستوري (16 نيسان/أبريل المنصرم).

وفي معرض تقييمه للسجال الراهن بين الحكومة المعارضة، رأى المحلل السياسي التركي إسماعيل باشا، أن تركيا مقبلة على انتخابات هامة سوف تجرى في 2019، وتطوي صفحة النظام البرلماني نهائياً، وتنقل تركيا إلى النظام الرئاسي.

وفي الانتخابات الرئاسية يجب أن يحصل المرشح الفائز على أكثر من 50% من أصوات الناخبين، إمّا في الجولة الأولى أو في الجولة الثانية. وبالتالي، يحتاج إلى الحصول على أكثر من أصوات الحزب الذي ينتمي إليه.

وهذا ما يجبر جميع الأحزاب والمرشحين المحتملين على الانفتاح تجاه التيارات السياسية والثقافية المختلفة، وفق ياشا.

الإسلاميون، أعربوا عن استيائهم من مشاركة حزب العدالة والتنمية بشكل واسع في فعاليات إحياء ذكرى وفاة مؤسس الجمهورية، ووصفوها بـ"ضياع البوصلة" و"تملق للكماليّين" الذين أذاقوا الشعب التركي المسلم المتدين ويلات أيديولوجيّتهم المنحرفة لسنين طويلة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!