سيدات أرغين – صحيفة حرييت – ترجمة وتحرير ترك برس

يوم الخميس المنصرم نفذت الميليشيات التابعة للنظام السوري الذي يرأسه بشار الأسد غارات برية على مواقع عسكرية "لقوات سوريا الديمقراطية" في مدينة دير الزور المجاورة للحدود العراقية.

يجدر بالذكر أن معظم بنية قوات سوريا الديمقراطية تتضمن عناصر وحدات الحماية الشعبية التي تمثل امتداداً لبي كي كي، فيما جاء الرد على الميلشيات السورية المدعومة من قبل إيران وحزب الله من أمريكا، إذ وجهت أمريكا رداً قاسياً من خلال تنفيذ غارات جوية ضد ميليشات النظام السوري، ووفقاً لمصادر أمريكية لقد أسفرت هذه الغارات الجوية عن مقتل ما يقارب 100 شخص تابعين للنظام السوري.

تقع مدينة دير الزور بجوار إحدى حقول النفط التابعة للنظام السوري، وفي هذا السياق جاءت التصريحات من روسيا على شكل انتقادات للغارات الجوية التي نفذتها القوات الأمريكية، وزعمت روسيا خلال تصريحها أن أمريكا لم تنفذ هذه الغارات بغاية مكافحة داعش، بل بهدف السيطرة على حقول النفط في سوريا.

من الواضح أن النظام السوري يسعى إلى إعادة السيطرة على شرق الفرات من خلال تطهير المنطقة من قوات سوريا الديمقراطية المحمية من قبل أمريكا.

نلاحظ أن أمريكا قد وقفت إلى جانب أكراد سوريا ضد النظام السوري، وقدمت دعماً كبيراً لهم بعد أن توقفت عن دعم وحدات الحماية الشعبية في عفرين وأصبحت مدينة دير الزور الهدف الجديد في الساحة السورية، وبذلك وضحت أمريكا أنها لن تسمح بتجاوز الحدود التي وضعتها مسبقاً في شرق الفرات.

الآن يجب أن نلقي النظر على مدى تأثير التطورات التي شهدناها خلال الأسبوع السابق على تركيا، إذ نلاحظ سوء علاقات تركيا بالنظام السوري في الفترات الأخيرة، وفي الوقت نفسه تظهر تركيا ردود فعل صارمة تجاه أمريكا التي تدعم وحدات الحماية الشعبية، وترى أن محاولة تأسيس دولة مستقلة لأكراد سوريا في شرق الفرات تشكل خطراً يهدد المصالح الدولية لتركيا.

أين تكمن المصالح التي تحاول تركيا حمايتها في الساحة السورية؟ يزعم البعض أن مصالح تركيا تكمن في النظام السوري، لكن الحقيقة تختلف عن هذه المزاعم، إذ نلاحظ أن النظام السوري لا يرى أي مانع في دعم وحدات الحماية الشعبية ضد تركيا في بعض المناطق.

كيف تستطيع وحدات الحماية الشعبية القادمة من شرق الفرات للوقوف في وجه عملية غصن الزيتون التي تنفذها القوات المسلحة التركية العبور إلى منطقة عفرين نظراً إلى أن عفرين لا تمد بأي صلة بالمناطق الكردية المستقلة الموجودة في شمال سوريا؟ الجواب هو أن هذه الوحدات تعبر من المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام السوري نتيجة غض النظام للنظر عن هذه التجاوزات.

وبذلك نرى أن المعادلات والتحالفات قد تغيرت بشكل واضح، إذ ينفذ النظام السوري غارات عديدة ضد وحدات الحماية الشعبية في مدينة دير الزور، لكن عندما تعلقت المسألة بتركيا فإن النظام السوري دخل في تحالف مع وحدات الحماية الشعبية ضد تركيا في منطقة عفرين.

عند تحليل هذه المسألة من وجهة نظر أمريكا نرى أن الإدارة الأمريكية تصرّح بأنها ليست في تحالف مع وحدات الحماية الشعبية، بل تقدم لها الدعم نظراً إلى وجود هدف مشترك بين الطرفين وهو القضاء على داعش، وتنفذ ذلك في ظل قوات سوريا الديمقراطية في شرق الفرات.

وبذلك توجه أمريكا للعالم رسالة تزعم من خلالها أنها خارج الأحداث التي نشهدها في عفرين، وعند النظر إلى الأحداث الأخيرة نشاهد أن ميليشيات وحدات الحماية الشعبية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية تعبر من المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام السوري لتصل إلى منطقة عفرين بهدف الوقوف في وجه القوات المسحلة التركية، لكن ما هو التأثير الذي قد تشهده أمريكا نتيجة انفصال ميليشات وحدات الحماية الشعبية عن التحالف الموجود بين أمريكا وقوات سوريا الديمقراطية ضد داعش، والعبور إلى منطقة عفرين للمشاركة في المعارك ضد القوات التركية؟

انفصلت وحدات الحماية الشعبية عن أمريكا في هذه النقطة لتدخل في مواجهة ضد القوات التركية في عفرين، وذلك بعد أن وقفت أمريكا إلى جانب وحدات الحماية الشعبية في العديد من المعارك وقامت بتدريب عناصرها وما زال التنظيم يستخدم الأسلحة المدعومة من قبل واشنطن، لكن ما الهدف من ذلك؟ هل يلغي عبور عناصر التنظيم إلى غرب الفرات المسؤولية التي تقع على عاتق أمريكا؟

إلى الآن تحدثنا عن المفارقات الموجودة بين تركيا والنظام السوري وأمريكا ووحدات الحماية الشعبية فقط، لكن أيضاً من الممكن أن نذكر العديد من العلاقات والتحالفات والمعادلات الناتجة عن تدخل روسيا وإيران وإسرائيل وداعش.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس