ترك برس

اهتم اﻷتراك بفن الخط العربي والعثماني والفارسي، وعملوا على تطويره منذ نشوئه من مئات السنين. وقد تبنى مركز اﻷبحاث للتاريخ والفنون والثقافة اﻹسلامية التركي "أرسيكا" هذا الفن الراقي، فأسس مسابقة لفن الخط العربي.

وذكر المركز إنه يهدف للحفاظ على قيم فن الخط اﻹسلامي وأساليبه وإحيائه عن طريق تشجيع خطاطي الجيل المعاصر، وفتح الطريق أمام أعمال الخطاطين. وتخليدا لذكرى الخطاط التركي الراحل حامد اﻵمدي، كانت المسابقة اﻷولى للمركز باسمه، في سنة 1986.

خطّاطة تركية تجيد الخط العربي وتعلمه

ورغم تفرد الرجال بنسبة كبيرة بإتقان فنون الخط اليدوي، إلا أن الخطاطة التركية شفيقة تشيليك أولكر، أرادت كسر القاعدة، حيث لم تكتف فقط بإتقان كتابة الخط العربي، إنما أنشأت ورشة أيضا لتعليم نظيراتها من السيدات.

بدأت حكاية أولكر (41 عاما) منذ التاسعة من عمرها، حين تأثرت كثيرا بالكتابات المعلقة في أحد المساجد التي زارتها في مدينتها كوجايلي شمال غربي تركيا.

ومنذ ذلك الحين أخذ اهتمامها وتعلقها بالخط يزداد يوما بعد يوم، إلا أن الصعوبات التي تواجه النساء في هذا المجال جعلتها تفكر سنوات طويلة قبل قبول التحدي والخوض في ثنايا هذا الفن.

وفي هذا اﻹطار، كان أول الدروس التي دخلتها أولكر في تعلم التخطيط اليدوي وفن التذهيب في الـ29 من عمرها، حين تعرفت على الخطاط محمد شاهين.

ومع ازدياد براعتها ورقي فنها في تخطيط اللوحات العربية،رفعت أولكر سقف التحدي وأنشأت ورشة لتعليم السيدات الخط اليدوي والتذهيب، بهدف التعريف بهذين الفنين وتوريثهما للأجيال القادمة.

وفي حديث مع وكالة اﻷناضول حول مسيرتها، قالت أولكر إن اهتمامها بالخط بدأ حينما شاهدت اللوحات الخطية في أحد المساجد، حين كانت في التاسعة من عمرها.

و أشارت إلى أنها "اكتوت بنار حب الخط الذي عشقته طوال 20 عاما، إلى أن تعرفت على معلمها الخطاط شاهين، وبدأت تتعلم الخط على يده".

وهناك ومع إتمامها للوحتها اﻷولى وعرضها على معلمها، سألها مستغربا من شدة إعجابه "هل مارست تخطيط اللوحات من قبل؟". فأجابت: "كلا، لكني انتظرت هذه اللحظة منذ 20 عاما، حيث صليت ركعتين ودعوت الله عز وجل، ومن ثم بدأت بتخطيط اللوحة وأنا أستمع إلى النشيد العثماني".

وأضافت أولكر أن المعلم أثنى بشدة على لوحتها، قائلا: "كأنّك خُلِقتِ لكي تصبحي خطاطة". ولفتت إلى أنها كانت تعمل بجد خلال فترة تعلمها الخط، وأنها كثيرا ما كانت تسهر ساعات طويلة ﻹنجاز لوحاتها".

وأردفت أولكر قائلة إنها تعلمت فن التذهيب أيضا خلال تلك المرحلة، وأنها استغرقت في تلقي الدروس 3 سنوات قبل أن يُكرّمها أستاذها شاهين، بتوقيع اﻹجازة في التخطيط والتذهيب، لتبدأ فيما بعد بتعليم هذين الفنين للنساء.

وأوضحت  أولكر أنها أقامت قبل 7 سنوات برفقة زوجها جمعية للخط العربي، إلى جانب ورشة في إطار ذلك، بهدف نشر الخط العربي وفن التذهيب، وتوريثهما للأجيال القادمة. وتابعت قائلة إنها تقيم دورات في الخط للسيدات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 37 و74 عاما.

وختمت أولكر قائلة: "إن فن التخطيط يحتاج صبرا وإرادة كبيرين، وإنه واسع للغاية حيث يقبع التخطيط في المركز، في حين تحيط به فنون أخرى، مثل التذهيب والرسم على الخزف.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!