ترك برس

منذ عام 1994، وحتى عام 1999، استطاع رئيس بلدية إسطنبول رجب طيب أردوغان، ومن خلال إدارته الذكية للبلدية أن يحقق نجاحات في مجالات الماء والكهرباء والتلوث وحتى النفايات.

يقول رجل الأعمال التركي يوسف كاتب أوغلو في لقاء له إن النفايات التي كانت في أكوام، خصّص لها أردوغان شركة اسمها استاتش، هذه الشركة صارت تحول النفايات إلى نقود، ليس بالتدوير بل بتحويلها إلى كهرباء.

أجريت مناقصة أمام القطاعات الخاصة، تنافست الشركات المحلية على جمع هذه النفايات مجانا مقابل أن تأخذ حصة من عائد الكهرباء، التي قام مصنع استاتش بحلها بإنتاجه غاز الميثان الذي ينتج الكهرباء، ويعتبر هذا المصنع هو أكبر مصنع ينتج الكهرباء ويعود  على البلدية بالنفع.

في عام 1999، وبعد خمس سنوات من النجاح، كان ينظر لهذا النجاح أنه سيضمن ﻷردوغان بأن ينتخب مرة ثانية في الانتخابات، لكن كان هناك أعداء للنجاح كادوا له مكيدة، وتم تلفيق تهمة له لقوله ابياتا من الشعر في حملة لحزب الفضيلة الذي كان يتبع له، وهو الحزب الذي خلف حزب الرفاه.

المآذن حرابنا و المساجد قلاعنا 

وقبب المساجد خوذات جنودنا

فكتب المدعي العام العلماني عريضة إلى المحكمة الدستورية، قال فيها إن هذا الشخص يفرق بين الأديان ويعادي العلمانية، وهدفه من ذلك ليس سجنه فقط وإنما محكومية تمنعه من العمل السياسي وبعد أن يخرج من السجن سيمنع من العمل السياسي، وأنه إنسان خطير أصبح له شعبية.

وهنا قال أردوغان كلاما يسطر بالذهب، أمام اﻵلاف الذين تجمعوا ضد هذا القرار: "أنا أحترم هذا القرار … أنا سأدخل السجن"، ليسأله الذين تجمعوا ضد هذا القرار: "كيف؟ هذا ظلم”.

جاء صحفي من جريدة يهودية مشهورة، يشمت به ويقول له: "اﻵن بعد أن حكم عليك بالسجن 10 أشهر ﻷنك تفرق بين اﻷديان وتعادي العلمانية”. وقد تجمهر اﻵلاف على باب سجن بايرام باشا في شهر كانون الأول/ ديسمبر من عام 1999.

وقال له الصحفي اليهودي: "اﻵن أنت لن تصبح مختار حي ولا حتى عمدة حي، ماذا سيفعل الطيب بعد أن يخرج من السجن؟ وهل أنت ناقم على بلدك؟”.

أجابه رجب طيب أردوغان: "ماذا سأفعل بعد أن أخرج من السجن؟ انتظر حتى أخرج من السجن، ليس هذا وقته، وهل أنا ناقم على بلدي؟ كلا لست ناقما على بلد، أنا سأدخل إلى السجن ﻷعيد حساباتي، وﻷحضر نفسي لما ينتظرني من أعباء بعد خروجي من السجن"، كان أردوغان يحمل أملا كبيرا.

حزب لكل الأتراك

وهو في السجن خطط أردوغان لتأسيس حزب العدالة والتنمية، وخرج من السجن  في شهر آذار/ مارس من عام 2000، وأعلنت بداية الحزب في شهر آب/ أغسطس من العام نفسه، وبعد خروجه من السجن قام بأداء العمرة ومن ثم أسس الحزب.

قال أردوغان عن حزب العدالة والتنمية: “إنه حزب ديمقراطي محافظ"، ابتعد فيه عن الشعارات الدينية وعن المنطق الحزبي الذي يخص جماعة بعينها، وقال عنه أيضا: “إنه حزب لكل الأتراك”.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!