ترك برس

يقول محللون اقتصاديون إن أنقرة لديها أسباب وجيهة لاستعادة الذهب من بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، في إشارة إلى تزايد التوترات بين واشنطن وأنقرة ، الأمر الذي أثار أزمة ثقة.

وأشار الكاتب والمحلل الاقتصادي التركي مصطفى سونماز في حديث لوكالة سبوتنيك إلى أن القرار التركي قد يكون مدفوعا بالخوف من فرض عقوبات أمريكية محتملة على تركيا بسبب قضية رجل الأعمال رضا ضراب المتهم بتجاوز العقوبات الأمريكية على إيران، والمواجهة المحتملة مع واشنطن حول سوريا.

وأضاف سونماز إن تركيا لم تكتف بسحب احتياطها من الذهب من الولايات المتحدة فحسب، ولكنها سحبت السندات أيضا، وهذا يعني إن أنقرة صفرت حساباتها في أمريكا.

وبحسب الخبير الاقتصادي التركي، كان لدى أنقرة سببان على الأقل لهذه الخطوة: الأول، التوتر في العلاقات الأمريكية-التركية بسبب قضية رضا ضراب الذي شهد ضد نائب الرئيس التنفيذي لمصرف خلق بنك.

ويعتقد سونماز أن واشنطن يمكن أن تفرض عقوبات على النظام المصرفي التركي، وعلى الأخص مصرف خلق بنك.

أما السبب الثاني، فهو وجود مخاوف جدية حول نتيجة المواجهة المستمرة بين أنقرة وواشنطن في  الشرق الأوسط.

من جهته ، اعتبر أنفر إركان، الخبير الاقتصادي التركي، أن الوضع غير معتاد بالنسبة لتركيا. وقال: "خلال الحرب العالمية الثانية، عندما كان زعيم ألمانيا النازي أدولف هتلر يشكل تهديدًا لأوروبا، حولت العديد من الدول احتياطياتها من الذهب إلى الولايات المتحدة بسبب موقعها الجغرافي ولأسباب أمنية. ونتيجة لذلك، وضعت تركيا جزءا من احتياطيات الذهب في نيويورك. لكنها بدأت منذ عام 2002 في استعادة أصولها الذهبية".

ووفقا لإركان، يستغرق نقل احتياطات السبائك الكثير من الوقت لأسباب تتعلق بالسلامة، كما أن من المستحيل نقل جميع المخزونات في وقت واحد، مشيرا إلى أنه في الفترة بين عامي 2016 و2017، تمكنت تركيا من إعادة 220 طن من الذهب إلى البلاد.

ويتفق إركان مع سونماز في أن قرار أنقرة سحب الذهب من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جاء بسبب مخاوف أمنية، مضيفا إن العلاقات الأمريكية التركية وصلت في الآونة الأخيرة  إلى مرحلة من عدم الثقة بين الجانبين.

ووصف إركان إعادة توجيه جزء كبير من احتياطي الذهب المسحوب من الولايات المتحدة إلى بنك إنجلترا وبنك التسويات الدولية، بأنه خطوة استراتيجية اتخذتها تركيا.

وأوضح أن بنك إنجلترا "ما يزال أحد أكثر مستودعات الذهب موثوقية في العالم، علاوة على ن البنك يسمح بالحصول على العملة مقابل سبائك الذهب، في حين أن تخزين كل احتياطيات الذهب التركية في أقبية محليةمثل إخفاء الأموال تحت الوسادة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!