ترك برس

رأى الكاتب والمحلل السياسي التركي، إسماعيل ياشا، أن الخطأ الأكبر الذي ترتكبه أحزاب المعارضة التركية هو اللجوء إلى أساليب التضليل، ومحاولة الضحك على الرأي العام عبر وسائل الإعلام الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي.

وشدّد ياشا، في مقال تحليلي، على أن الفوز أو الخسارة في الانتخابات الديمقراطية يحددهما فرز الأصوات التي تخرج من صناديق الاقتراع، لا التغريدات التي تنشرها عشرات الحسابات المزورة بموقع "تويتر".

وأشار إلى أن الحملة الالكترونية التي تقوم بها المعارضة حاليًا، تخدم حملة الرئيس رجب طيب أردوغان، مرشح "تحالف الجمهور"؛ لأنها تعطي الناخبين صورة يظهر فيها تحالف الكيان الموازي وحزب العمال الكردستاني مع أحزاب "تحالف الأمة".

وأضاف الكاتب التركي في مقاله بصحيفة "عربي21"، أن مشاركة الأجانب من دول غربية مختلفة في هذه الحملة، تؤدي إلى إثارة المشاعر الوطنية لدى الناخبين، وتقول للأتراك إن بلادهم مستهدفة من قبل الأعداء.

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي التركي "سليمان أوز اشق"، في موقع "إنترنت خبر"، إن الجدل الدائر على موقع تويتر حول وسمي "تمام" و"دوام" ذكّره بفَترة أحداث منتزه "غيزي".

وتابع الكاتب التركي: "في الواقع، لا يختلف الأمران عن بعضهما أبدًا. فمن اعتقدوا أنهم سيطيحون بالحكومة عن طريق تويتر يسعون الآن لتغيير الحكم عبر التغريدات".

وأردف أوز اشق: "اعتمدوا على تأثير الثلاثة ملايين تغريدة التي نشروها إلى درجة أنهم اعتقدوا أن مراسم التنازل عن منصب رئاسة الجمهورية ستجري عبر تويتر".

وأضاف: "لا تلتفتوا إلى قولي ثلاثة ملايين تغريدة، فقد اتضح أن 250 ألف منها فقط نشرت من تركيا، أما ما تبقى فمن الخارج. هناك تغريدات من البرازيل وإفريقيا وبريطانيا وأمريكا وحتى من ميكرونيزيا".

ومضى يقول: "أستخدم تويتر منذ سنين. وأعلم جيدًا أن الشريحة المحافظة أو المتدينة في تركيا لا تحبه ولا تستخدمه. إذا دخل تويتر من لا يعرف تركيا سيظن أن حزب الشعب الجمهوري أو حزب الشعوب الديمقراطي أو حتى تنظيم غولن هو الحزب الحاكم. فهم يتمتعون بقوة كبيرة على هذه المنصة".

وقال الكاتب: "لا أحمل عمليات توجيه الرأي في الموقع المذكور على محمل الجد، لأنني رأيت مرات عديدة أن تويتر لا يعكس التوجه العام في الأناضول".

وبدأت الأحزاب السياسية التركية تكثف حملاتها الانتخابية، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة المزمع إجراؤها في 24 حزيران/ يونيو القادم، في ظل الانقسام إلى معسكرين.

المعسكر الأول هو "تحالف الجمهور" الذي شكله حزب العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية وحزب الاتحاد الكبير، والثاني "تحالف الأمة" الذي يضم أربعة أحزاب، وهي: حزب الشعب الجمهوري، وحزب السعادة، والحزب الجيد، والحزب الديمقراطي.

وقبل أيام، أكّد أردوغان في كلمة له أمام نواب حزبه بالبرلمان التركي، استعداده للتنحي عن الحكم إذا قال شعبُه "تمام" (تعني بالتركية كفى وتأتي بمعنى حسناً أيضاً)، ما دفع خصومه الى نشر عبارته بالتركية وهي كلمة "تمام" لتصبح بين الأكثر تداولا على تويتر عالميا.

وعقب تصريح أردوغان هذا، انتشر هاشتاغ (وسم) "تمام- #TAMAM" على تويتر وأصبح الأكثر تداولاً في تركيا، ومن ثم في العالم، ليحصد تغريدات تجاوزت المليونين.

وجمع وسم "تمام" بين شخصيات تركية معارضة، وساسة غربيين معروفين بعدائهم لتركيا من قبل.  

لكن المفاجأة الكبرى حول وسم "تمام" ظهرت في اليوم التالي، عندما غرد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، تغريدة عبر حسابه الشخصي على تويتر، تظهر أن أغلب تغريدات وسم "تمام" نشرت من الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى.

وقال االمتحدث باسم الحكومة التركية، بكر بوزداغ، إن طريق الوصول إلى السلطة يمر عبر نيل ثقة الشعب، لا عبر التغريد على موقع "تويتر".

فيما أشار المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إلى وجود حملة منظمة حول هذا الأمر، مستدلاً على ذلك بالحسابات الوهمية التي تطلق تغريدات "تمام"، وأن أغلب التغريدات يتم نشرها من خارج تركيا في دول غربية تتواجد فيها نسبة كبيرة من أتباع تنظيم "غولن" الإرهابية.

هذا ونشرت بعض الوسائل الإعلامية التركية ومجموعة من الناشطين الأتراك، خبراً مفاده أن موقع تويتر، حذف تغريدات "دوام" فيما أبقى على تغريدات "تمام".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!