ترك برس

نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا حول الجوانب الإيجابية لمشاركة السوريين الذين حصلوا على الجنسية التركية في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة في تعزيز مفهوم المواطنة والمشاركة والاندماج، لا سيما أنها أول تجربة ديمقراطية حقيقية بالنسبة إليهم.

ويقول التقرير إنه على الرغم من أن السوريين عاشوا عقودا من القمع الوحشي وسنوات من المعاناة من الحرب الأهلية في بلادهم، فإن هذا لم يمنعهم من المشاركة الفعالة في العملية السياسية في تركيا، حيث ينظر الناخبون السوريون الأتراك إلى حقوق المواطنة الجديدة بوصفها مسؤولية.

صوتي سيكون له تأثير

ويشير همام سعدة، 32 سنة، الذي وصل إلى تركيا قبل ست سنوات وحصل على الجنسية التركية في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إلى قيمة صوته فيقول: "هناك من سيحصي صوتي وينظر فيه. تصويتي سيكون له تأثير".

ويضيف قائلا: "كان شعورا جميلا عندما تم إدراج أسمائنا للتصويت. بلد المرء هو المكان الذي  يلقى فيه الاحترام... تركيا هي بلدي الآن. أكن لتركيا نفس الشعور الذ كنت أكنه من قبل لسوريا، ويجب أن أكون مواطنًا فاعلا في تركيا".

وقالت صحفية سورية تركية تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها: "في البداية لم أرغب في التصويت لأنني شعرت بأن صوتي لا يهم، ولكن عندما وصلتني بطاقة التصويت إلى منزلي، قررت أن أصوت، لأني شعرت أنهم يعتبرونني حقا واحدة منهم."

ويوضح الداعية البارز في الجالية السورية في تركيا، الدكتور أحمد سعيد حوا، حرصه على المشاركة في الانتخابات بوصفه نابعًا من إحساس بالواجب، مضيفًا أنه "عندما يكون التصويت في انتخابات حقيقية، نشعر بالمسؤولية للتصويت لمن يخدمون هذا البلد".

ولفت الموقع إلى أن من بين الأسس التي يستند إليها الأتراك السوريون في تقييم تجربة التصويت شعورهم بالكرامة خلال العملية، وأنهم قارنوا ذلك مع الطريقة التي صُممت بها الانتخابات في سوريا لإظهار الارتباط  بالنظام الحاكم، بدلاً من الوفاء بواجب مدني.

المقارنة بتزوير الانتخابات في سوريا

وتحدثت الصحفية السورية التركية عن إصابتها بالحيرة من موظفي الاقتراع في إسطنبول عندما حاولت تسليمهم مظروف التصويت مفتوحا. وعندما أخبروها أن عليها إغلاق المظروف ووضعه في صندوق الاقتراع بنفسها، صُدمت من أن الموظفين لن يفحصوا لمن أدلت بصوتها.

وقالت: "خلال الاستفتاء في سوريا، كان علينا أن نذهب للتصويت بالقوة، ولم يكن بمقدورنا إظهار عدم سعادتنا. اعتدنا أن يرافقنا الجنود. وكانت النتائج معروفة حتى قبل أن نصوت. اعتدنا أن نحاول توقع النسبة التي سيحصدها الرئيس بشار الأسد هذه المرة، وهل ستكون 99.9% أو 99%".

ويرى مالك السباعي، وهو خريج جامعي يبلغ من العمر 27 عاما، وحصل على الجنسية التركية في العام الماضي، إن أهم جانب في الانتخابات هو نسبة المشاركة، لافتا إلى كيفية إجبارالناس على التصويت في سوريا، وقال: "لم تكن في سوريا انتخابات، ولم يكن أحد ينتظر النتائج لأنهم كانوا يعلمون أنها مزورة".

ويضيف السباعي أنه أصيب بذهول عندما علم أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان ، فاز بنسبة 53 في المئة من الأصوات، وأن ذلك يعد نصرا ساحقا، حيث اعتاد سماع أن الأسد حصل على  100 في المئة من الأصوات.

بدوره أبدى عبد الرحمن السراج، الباحث المتخصص في الشأن التركي، والذي حصل على الجنسية التركية في عام 2016، إعجابه بمستوى التنظيم والحشد في الانتخابات التركية.

وقال السراج: "على النقيض مما تنشره وسائل الاعلام الغربية، لا يوجد استقطاب أيديولوجي في تركيا بل استقطاب براغماتي".

معارضة حقيقية

ويشير الموقع إلى أن الناخبين السوريون الأتراك استوعبوا إلى حد كبير أجواء ما بعد الانتخابات، وأظهروا إعجابهم بالتجربة الديمقراطية. ويقول همام سعدة إنه فوجئ بمدى سهولة قبول جميع الأطراف لنتائج الانتخابات، "فحتى من خسروا بالانتخابات اتصلوا بأردوغان وهنؤوه".

وقارن سعدة تجربة رؤية خيارات معارضة حقيقية بأوراق الاقتراع في سوريا التي هي عبارة عن مرشح واحد إلى جانب مربع اختيار "نعم" كبير ومربع "لا" صغير.

وقالت جود عمر، وهي طفلة سورية في التاسعة من عمرها تعيش في تركيا مع عائلتها منذ عام 2012: "في ليلة الانتخابات خرجت في الشوارع مع والدي وشعرت بالسعادة. رأيت الناس يحتفلون بحماس. وهذا جعلني أشعر بالأمان."

وختم الموقع تقريره بالقول بأن تجربة الأتراك السوريين في الانتخابات الأخيرة أبرزت الكثير من الجوانب الإيجابية للمواطنة والاندماج، حيث شعر السوريون بأنهم جزء حقيقي من المجتمع التركي، وأن تركيا قد خطت خطوة ناجحة نحو تكاملها السياسي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!