ترك برس

يمكن للحرب في سوريا أن تعزز الجهود التي تبذلها تركيا وألمانيا لتحسين العلاقات بين البلدين التي توترت خلال العام الماضي، بسبب التصريحات المعادية للإسلام وتركيا خلال حملة الانتخابات الألمانية الماضية، واحتجاز مواطنين ألمان في تركيا.

هذا ما ذهب إليه الصحفي الألماني المقيم في إسطنبول توماس سيبيرت في مقاله بصحيفة "ذا آراب ويكلي".

وقال سيبريت إن تركيا تسعى إلى الحصول على الدعم السياسي والاقتصادي من القوى الأوروبية، في في خضم نزاع مرير مع الولايات المتحدة تسبب في أزمة مالية. في حين تمثل أنقرة الشريك التجاري الأول لألمانيا، ويعيش فيها أكثر من 3 ملايين ألماني، ولدى برلين استثمارات ضخمة في تركيا التي تعدها بوابة لمنع تدفق اللاجئين إلى أوروبا.

وأوضح أن ألمانيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي تعرضت لهزة بسبب رد الفعل العنيف المعادي للمهاجرين بعد وصول مئات الآلاف من اللاجئين السوريين عبر تركيا في عام 2015.

ولفت إلى أن وزير الخارجية الألماني، هيكو ماس، استغل زيارته  إلى أنقرة قبل بضعة أيام، لإبلاغ القادة الأتراك بأن برلين مستعدة لزيادة المساعدات الإنسانية في حال تسببت الأزمة السورية في تدفق اللاجئين إلى تركيا.

وقال الوزير الألماني خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، إن برلين مستعدة لمضاعفة مشاركتها الإنسانية إذا اتسع القتال في إدلب. واتفق مع جاويش أوغلو على أن الهجوم المتوقع الذي ستشنه قوات النظام على محافظة إدلب قد يؤدي إلى كارثة إنسانية.

وينقل عن خليل كارافيلي، وهو محلل بارز في المركز التركي لآسيا الوسطى التابع لبرنامج دراسات القوقاز وطريق الحرير، إن احتمال حدوث أزمة جديدة للاجئين هو أحد الأسباب التي جعلت ألمانيا ودول أوروبية أخرى مصممة على تحسين العلاقات مع أنقرة؛ لأن الاتحاد الأوروبي لا يريد المزيد من اللاجئين.

وأشار سيبيرت إلى أن ألمانيا لديها نحو 7000 شركة ألمانية نشطة في تركيا واستثمارات بقيمة مليارات الدولارات، ولذلك يحرص القادة الألمان على منع حدوث أزمة اقتصادية في تركيا.

وفي الوقت الذي تحتل فيه قضية اللاجئين والاعتبارات الاقتصادية صدارة اهتمامات البلدين، ما تزال هناك بعض الخلافات السياسية، حيث رفض وزير الخارجية التركي طلب نظيره الألماني بالإفراج عن سبعة مواطنين ألمان محتجزين في تركيا بتهمة دعم الإرهاب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!