ترك برس

أشارت تقارير صحفية إلى وجود توافق في الموقف بين تركيا والولايات المتحدة في بشأن التطورات الأخيرة في محافظة "إدلب" شمال غربي سوريا، والمتاخمة للحدود التركية، رغم التوتر الكبير في العلاقات الثنائية.

ورأت صحيفة العربي الجديد أن في ردود وتعاطي أنقرة وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع العملية العسكرية الواسعة في إدلب، بدا وكأن الطرفان يقفان في ذات الخندق إزاء هذه القضية.

كلاهما حذر من العواقب وشدّد على الجانب الإنساني والكلفة الدموية العالية المتوقعة في صفوف المدنيين. وكلاهما نأى عن التهديد بالرد والتدخل العسكري بالرغم من تسليمه الضمني بأن النتيجة معروفة سلفاً.

وقالت الصحيفة في تقريرها إن هناك توافق واضح في المقاربة والموقف، بقطع النظر عن تباين الحسابات والغايات وعن حالة التباعد الراهنة بين الحليفين المتنافرين.

وتساءلت: فهل يستمر هذا التلاقي التركي- الأميركي ويتطور نحو رأب الصدع بينهما في مرحلة ما بعد معركة إدلب، المتوقع أن تنتهي بتعزيز المكاسب الجيوسياسية الروسية والإيرانية في سورية على حساب تركيا؟

وبحسب التقرير، فإن فشل قمة طهران يوم الجمعة يجعل هذا الاحتمال غير مستبعد. أو على الأقل يفتح الباب في هذا الاتجاه. وبعض القراءات الأميركية لمّحت إلى ذلك من زاوية الانعكاسات السلبية المحتمل أن يتركها "التأزم" التركي – الروسي حول إدلب.

واعتبر أن واشنطن لعبت على الحبلين علّ المواجهة في إدلب تبعد أنقرة عن موسكو بحيث تصبح الطريق سالكة لرأب الصدع مع واشنطن. فالرئيس أردوغان يتصرف وفق ما يراه من منظوره مناسباً لتركيا.

استبدل أردوغان خصومته مع روسيا بالتقرب منها على حساب واشنطن، عندما دعته الحاجة. وليس ما يمنعه من الانقلاب على هذا التقارب إذا اقتضى الأمر.

في السياق قالت صحيفة إزفستيا الروسية، إن العملية الواسعة ضد المعارضة السورية، على ما يبدو، قد تأجلت.

ورأت الصحيفة في تقرير أن القيام بالعملية سيؤدي إلى ردة فعل حادة لدى أنقرة، وانهيار محتمل لاتفاقيات أستانا، وتدهور خطير في العلاقات الروسية التركية، الأمر الذي ستستغله الولايات المتحدة بشكل خاص.

وبحسب الصحيفة الروسية، فإن من "المستبعد أن يعجب موسكو مثل هذا السيناريو. لكن إذا حكمنا من خلال رفضها الهدنة، يبدو واضحا أنها لا تنوي إعطاء مهلة للإرهابيين"، على حد تعبيرها.

وتابعت: "ضربات القوات الجوفضائية الروسية ستصبح حجة جيدة للمقاتلين، الذين لديهم الوقت للتفكير بالخطوات التالية. كما أن هناك وقتا للتفكير في طرق لحل الوضع في إدلب لدى المشاركين في القمة. يمكن إعطاء الجواب بعد اجتماع ثلاثي جديد، في روسيا".

ومن المستبعد أن تقوم روسيا بدعم عمل عسكري واسع دون مشاورة الأتراك، حسب رؤية الباحث في العلاقات الدولية د. باسل الحاج جاسم.

فتركيا، وفق ما تحدث به الخبير الدولي لصحيفة القدس العربي، "لا يرضيها الوضع الحالي السائد في إدلب، وانتشار المنظمات المصنفة على قوائم الارهاب الدولي هناك".

وأوضح الحاج جاسم أن "ما تخشاه أنقرة، هو حدوث موجات لجوء جديدة تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، وفي الوقت نفسه، فالواضح أنها لا تريد الدخول منفردة في مواجهة مباشرة مع تلك المجموعات مع أنها ايضاً تقع ضمن التصنيف التركي بأنها إرهابية..

وبات معروفاً للجميع أن مخططاً جهنمياً، استغل الفوضى التي اجتاحت سوريا وما حصل بين النظام والمعارضة، جعل من الأراضي السورية مكاناً لتجمع متطرفي العالم ومركزاً لاستقطابهم، وأن الروس والأتراك، أدركوا من وجهة نظر الحاج جاسم خطورة ذلك، ولكل طرف منهم أسبابه ودوافعه وعلى اعتبار ما يجري في سوريا يعنيهم جغرافياً وجيوسياسياً".

وأضاف الخبير: "إن استمرار وجود المجموعات المتطرفة يتيح لواشنطن الاستمرار بتنفيذ مشاريعها في المنطقة تحت ذريعة مكافحة الإرهاب الدولي، لذلك تم نقل أغلبهم إلى إدلب..

وأيضاً في إطار استغلال عناصر تلك المجموعات لعمليات نقل من لم يقبل من المعارضة السورية من مدنيين وعسكريين بما بات يعرف بتسويات ومصالحات أجراها الروس..

واليوم اي عمل عسكري شامل وغير مدروس يعني إعادة تسرب وانتشار تلك المجموعات في معظم دول العالم سواء التي جاءت منها أو غيرها، وهو ما تخشاه الدول الأوروبية على وجه الخصوص..

وهذا شق خفي آخر للمخاوف الأوروبية من أي هجوم غير منسق على إدلب، بالإضافة للشق المعلن المتعلق بتكرار موجات اللجوء التي سبق، وكادت تطيح باتفاق شنغن".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!