أحمد كيكيتش – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

خلال زيارته الفضيحة إلى ألمانيا لم يكتفِ زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قلجدار أوغلو بالاجتماع مع أنصار بي كي كي فحسب، بل التقى أيضًا ممثل تنظيم غولن في ألمانيا.

يمكننا أن نفهم مسوغات اجتماع قلجدار أوغلو مع أنصار بي كي كي، فهو يجتمع بهم دائمًا، ولا يعتبر بي كي كي ولا امتداداته، كوحدات حماية الشعب، تنظيمات إرهابية. فهم أصدقاؤه بالنتيجة، يجتمع بهم، بل ويقيم تحالفًا معهم. 

كما أنه فعل ما بوسعه فأدخل حزب الشعوب الديمقراطي، الجناح السياسي لبي كي كي، إلى البرلمان، ويعتزم التحالف معه في الانتخابات المحلية القادمة. 

لكن ما لم نفهمه هو لقاء قلجدار أوغلو بممثل تنظيم غولن، ماذا يمكن أن يبحث معه ويشاطره؟

أمس الأول صدر عن حزب الشعب الجمهوري بيان حول اجتماع قلجدار أوغلو مع سيفيم داغدالان. اعتبر البيان داغدالان "نائبة موقرة"، ووصف القول بوجود نوايا سيئة للاجتماع بأنه "أمر مؤسف" (داغدالان هذه مؤيدة لبي كي كي، وصوتت لصالح قانون الإبادة الأرمنية في ألمانيا، ودعت الاتحاد لأوروبي باستمرار لوقف تفاوضه مع تركيا).

ليكن..

لكن هل ممثل تنظيم غولن "عضو موقر" في أي برلمان ومؤسسة قانونية حتى يلتقيه قلجدار أوغلو؟ 

قبيل زيارة قلجدار أوغلو ألمانيا كنت في جلسة مع زملاء صحفيين فتمنينا هذا التمني:

"سيتوجه السيد كمال إلى ألمانيا ويجتمع بمسؤولي الحزب الاجتماعي الديمقراطي. نأمل أن يبحث علاقات البلدين، ويعدد مقترحاته (إن وجدت) من أجل تطوير العلاقات، ويطلع على مقترحات الجانب الآخر. نتمنى أن يقول: سمعنا أن حكومتكم تحمي، بل منحت حق اللجوء لبعض أعضاء تنظيم غولن الإرهابي، الذي نفذ محاولة انقلابية في 15 يوليو، وقصف عاصمتنا وبرلماننا وقتل 251 من مواطنينا. يجب تسليم بلدنا هؤلاء الأشخاص بموجب اتفاقية تسليم المجرمين".

هذا ما كنا نتمناه، لكن قلجدار أوغلو ذهب والتقى ممثل تنظيم غولن الإرهابي في ألمانيا. 

كيف يمكن نفسير ذلك؟

السيد كمال كان له لقاءات سابقة مع هذا التنظيم.

اللقاء الرسمي الأول كان في أمريكا (دون حساب اللقاءات غير الرسمية). في الأيام التالية للقاء الرسمي الأول وقعت محاولة الانقلاب القضائية في 17 و25 ديسمبر/ كانون الأول 2013.

اللقاء الثاني حدث قبل عملية توقيف شاحنات جهاز الاستخبارات مباشرة. زار السيد كمال صحيفة زمان، وهناك سلموه بعض الوثائق والمشاهد، وهو سربها إلى إعلاميين آخرين. 

متى كان اللقاء الثالث؟ 

ربما قبل المحاولة الانقلابية في 15 يوليو مباشرة..

أمر مثير للانتباه..

بعد كل لقاء أو اتصال تحدث أمور غير منتظرة في بلادنا.. وبالأحرى، يتم إطلاع السيد كمال على ما سيحدث في بلادنا، وبناء عليه يتخذ مواقفه.

في زيارته الأخيرة هذه على ماذا اطلع السيد كمال؟

بعبارة أخرى، ما الذي قاله ممثل تنظيم غولن في ألمانيا للسيد كمال؟ 

لا أملك إجابة عن هذا السؤال، فالقضية تخص بشكل أكبر "الأجهزة الاستخبارية". 

بالنسبة لنا سنكتفي بالمتابعة، سينكشف المستور على أي حال يومًا ما..

عن الكاتب

أحمد كيكيتش

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس