ترك برس

انعكس الجو المشحون الذي صاحب زيارة زيارة مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون، لأنقرة أمس، ورفض الرئيس رجب طيب أردوغان استقباله، على تعليقات الصحف التركية، حيث اتهمت صحيفة صباح، بولتون بمحاولة فرض شروط على تركيا من أجل تنفيذ الانسحاب الأمريكي من سوريا، مشيرة إلى أن على واشنطن القبول بأنها لا تتفاوض مع أنقرة من موقع قوة.

وتحت عنوان "انقلاب ناعم على دونالد ترامب" كتبت الصحيفة في افتتاحيتها أن بولتون وعدة أعضاء آخرين في إدارة ترامب يرتكبون خطأ جسيما من خلال منع الرئيس الحالي للولايات المتحدة من عكس قراراته السابقة المضللة في المسرح السوري، ويحاولون عرقلة قراره بالانسجاب من سوريا.

وأضافت الصحيفة أن انقلابا ناعما على ترامب ينفذ في الأيام الأخيرة يقوده مسؤولون أمريكيون ومن بينهم من كتب مقالا باسم مجهول في صحيفة نيويورك تايمز، كرر فيها الأكاذيب في محاولة لإجبار ترامب على الرجوع عن قراره بشأن سوريا. كما يزعم هؤلاء المسؤولون أن تركيا "ستذبح الأكراد" إذا غادر المستشارون العسكريون الأمريكيون ساحة المعركة دون شروط.

ووصفت الصحيفة الاتهامات الأمريكية لتركيا بأنها اتهامات سخيفة تدل على أن ما يحركها هو الحقد على تركيا وليس الجهل، لافتة إلى أن على من يشعرون بالقلق من حدوث إصابات بين صفوف المدنيين أن يتحققوا من سجلاتهم الخاصة قبل أن يتهموا حليفًا في حلف الناتو.

وأردفت قائلة "إذا كان المسؤولون الأمريكيون مهتمين حقاً بهزيمة داعش، فعليهم أن يسألوا أنفسهم ما إذا كان بإمكانهم الاعتماد على دعم ميليشيا وحدات حماية الشعب التي أبرمت اتفاقاً سرياً مع داعش لمنح ممر آمن لمئات من الإرهابيين المسلحين في الرقة، وهددت بالإفراج عن أكثر من 3.200 إرهابي من داعش في محاولة للانتقام من الولايات المتحدة."

ولفتت الصحيفة إلى إن ما يدعيه  وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وغيره  من المسؤولين "بأن بإمكانهم الحصول على خدمات وحدات حماية الشعب الإرهابية التابعة لحزب العمال الكردستاني لاحتواء النفوذ الإيراني في سوريا، ليس إلا مزحة."

وأوضحت أن مقاتلي وحدات حماية الشعب "ينسقون أعمالهم مع نظام بشار الأسد، وهو عميل إيراني، منذ أن بدأت الحرب قبل نحو سبع سنوات، علاوة على أن تلك الميليشيات اتهمت مراراً وتكراراً بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بالإضافة إلى تجنيد الأطفال، وتسيطر على تجارة المخدرات غير المشروعة من إيران إلى أوروبا.4.

وختمت الصخيفة تعليقها بالقول بأن على بولتون وغيره من قادة "الرفض" التوقف على الرهان على حصان خاسر، وإدراك حقيقة أنهم لا يتفاوضون مع تركيا من موقع القوة، وإذا استمر كبار المسؤولين الأمريكيين في وضع قواعد جديدة، فإن الأتراك سينفد صبرهم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!