أمين بازرجي – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس

قبل عام 1980، كانت المنظمات اليسارية هي التي تقوم بالأعمال الخارجة عن القانون، كنا شاهدين على أفعال التحريض والاستفزاز اليومية التي كانوا يقومون بها، وأثناء حصول النزاعات، كانوا يشعلونها ويفعلون كل الجرائم ثم يلقون باللوم وبالتهم على غيرهم.

لدى المتشددين المتحكمين بالمنظمات الخارجة عن القانون، روحا تقدّس شيئا واحدا فقط، وهو منظماتهم، لا يفكرون ولا يتحدثون ولا يناقشون، فكل فعل يقومون به لديه مبرر وهم على حق بالنسبة لهم، ويجدون الأسباب والتبريرات حتى لأشنع أعمالهم.

عادات البشر القديمة كانت تُحكّم عليهم عدم الخروج عن رأي المنظمة والتنظيمات، فلا قيمة للأب أو الأم أو الأخ إذا كان يقف ضد المنظمة التي ينتمون إليها.

اليوم نحن نتابع ونشاهد نفس الفيلم، وهذه المرة أخذ التنظيم الموازي هذا الدور والمهمة، فكيفما تصرفت المنظمات الخارجة عن القانون في الأمس، يتصرفون اليوم بنفس الأسلوب ونفس والطريقة.

***

الرجل هناك يدعو، ويتقيأ كراهية وحقدا.

تسألون "ما هذا؟" يجيبون "لا يا عزيزي":

هذا ليس دعاء عليكم، هذه مُلاعنة، ملاعنة.

يصرون بعض الشيء على ذلك، وإذا ضغطتم عليهم يبدؤون بالسباب والتحقير، ويصلون لمرحلة يريدون أنْ يعلنوا بها أنكم "خارجون عن الدين"، لكن يستمر الدعاء علينا.

***

في مرحلة من المراحل لم يبق شخص تقريبا في تركيا إلا وتم التنصت عليه، استخدموا اسم علي للتنصت على وليد، واستخدموا اسم وليد للتنصت على علي، وباسم حسن تنصتوا على محمد، وباسم عائشة حاولوا الوصول إلى فاطمة.

استخدموا كل الإمكانيات المتاحة معهم من أجل حبك شبكة من الفخاخ، وكونوا شبكات، بعدها استخدموا كل تلك الأمور لابتزاز الناس، ولجمع الأموال والقوة من خلالهم.

أما قوائم الأسماء التي كانوا يهدفون إلى استهدافها فقد شملت الوزراء، ورؤساء الأركان، ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية وأعلى مستوى إداري في الدولة.

عملوا على تشكيل إمبراطورية من الابتزاز ودبّ الرعب، لكن الآن هناك عمليات تُقام ضدهم، وما زال كشف العناصر المتسربة داخل الدولة مستمرا، من خلال اعترافات مَن يتم القبض عليه، لكنهم يسارعون إلى اتهام غيرهم بما يحصل لهم قائلين:

هذه عملية هدفها خداع الناس وتشويه سمعة جماعة غولن.

***

ظهرت وبانت علاقات الأشخاص منهم السيئة الوسخة، هؤلاء الذين يطلقون عليهم اسم "الأبطال"، واليوم يسعون إلى فض الغبار عنهم، وإلى غسلهم وتنظيفهم أمام الناس.

يقودون حملات في الخارج ضد تركيا، ويتعاونون مع كل مَن يعادي تركيا، ويستخدمون إعلامهم وصحفييهم من أجل نشر الكراهية والحقد.

ثم تقولون أنّ ذلك "خيانة"، إلا أنهم يجيبون إجابة تُشعرك أنّ الشعب غبي:

ماذا حدث. من فعل ذلك؟

في مقابل ذلك يقومون بنشر كل شيء سري خاص بالدولة، تلك الأسرار التي يجب أنْ تبقى سرية من أجل المحافظة على منافع الدولة ومصالحها، إلا أنهم يقومون بنشرها في الصحف وفي الإعلام.

***

يشكون بأنّه تم التعرّض لهم، فبدؤوا بعمليات قانونية لحماية حق الإنسان وحقوقه، هؤلاء هم الذين قالوا "هناك انقلاب على حرية الصحافة" حتى قبل شنّ أي عملية أو حملة ضد إعلامهم!

تُؤخذ بعض التدابير اللازمة لأحد البنوك، وتسعى الدولة لمعرفة مصادر التمويل والأسهم، وبرغم مرور أيام عديدة إلا أنهم إلى الآن لم يرسلوا المعلومات والأوراق اللازمة، لكنهم يبدؤون بالصراخ وبالاحتجاج:

هذا ابتزاز، ابتزاز سياسي.

الذين عملوا على الظهور بمشهد جماعة دينية في الأمس، اتضح لنا اليوم أنهم لا يملكون أي أحاسيس ولا حساسية تجاه الدين على الإطلاق، فهم يفترون ويحرضون ويستفزون ثم ينكرون، يعملون كل شيء غير مباح!

أصبح التنظيم الموازي اليوم بدون قيمة، فهو ليس بتنظيم شعبي، وإنما تنظيم يسعى إلى الحصول على الأموال واستخدامها من أجل الوصول إلى القمة وخدمة الجهات الخارجية، لكنهم اليوم انكشفوا على حقيقتهم تماما، واليوم هم ينهارون، ينهارون بسرعة كبيرة، ويستمر انهيارهم مع انهيار الداعمين لهم!

عن الكاتب

أمين بازارجي

كاتب في جريدة أقشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس