تقرير ترك برس

على الرغم من افتخار تركيا بشبابها، إلا أنّ فيها من كبار السن حوالي 6 ملايين ونصف مليون نسمة. وهذا الرقم يرتفع يوما بعد يوم. يتساءل مراقبون: هل تركيا مستعدة لهذا الرقم كما يجب؟ ويجيب مختصون: لا.

وفقا لنتائج الدراسات التي تقوم بها وزارة الصحة التركية مرة كل خمس سنوات، فقد وصلت تركيا إلى أكبر نسبة من الكبار في السن. 

ميلاد: 2023

لا تُصنّف تركيا "دولة عجوزة" وفقا للمعايير الدولية حتى الآن. ولكن يُعتقد أنّ تركيا ستتعرف على حقيقة الشيخوخة في عام 2023. ففي هذا العام ستصل نسبة المسنّين إلى 10% من الشعب، أي ما يُقارب "8 مليون و600 ألف عجوز". ويُتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 19.5 مليون نسمة في سن الشيخوخة في عام 2050.

نسبة كبار السن حسب المحافظات (2023)

ستزداد مع زيادة الشيخوخة في تركيا، الخدمات الصحية والرعاية بالإضافة إلى الرواتب التقاعدية.

وفي يومنا هذا فإن كبار السن في تركيا بحاجة إلى عدد من المسائل، على رأسها الصعوبات الاقتصادية، وزيادة الأمراض مع الشيخوخة وعدم تلقي الاحترام الكافي.

الصعوبات المالية

أهم مشكلة يواجهها المسنّون هي الأوضاع الاقتصادية، و الكثير منهم يشكو من عدم تمتّعهم بضمان اجتماعي.

كانت نسبة الفقراء في تركيا 17 في المئة في عام 2011، وفي عام 2012 ارتفع هذا الرقم إلى 18,7 في المئة. و لذلك يرى العاجزون أنّ أهم مصدر لعيشهم هو المساعدات الاجتماعية.

الصحة

تعتبر الصحة أهمّ مسألة يواجهها المسنّون بعد الصعوبات المالية. ويعد الوصول الى الخدمات الصحية هامّاً جدا بالنسبة للمواطنين بشكل عام ولهم بشكل خاص، ولذلك تسعى مراكز الصحة الأسرية للوصول إليهم وعدم تركهم ينتظرون في صفوف طويلة، وهذا أحد التطورات التي أدخلت السرور إلى قلوب المسنين. وقد استفاد حوالي 400 شخص من خدمات الرعاية في البيوت، الأمر الذي كلّف الحكومة نحو 3 مليون ليرة تركية (ما يعادل 1,21 مليون دولار).

الحقوق الاجتماعية

تقول الحكومة إنّ المسنّين يَرَوْن تركيا دولةً اجتماعية. وأهم ركيزة للدولة الاجتماعية هي المساعدات النقدية للمسنين ورواتب التقاعد لمن هم أكبر من عمر 65 سنة. وإضافة إلى ذلك تلبية احتياجات المسنين الذين ليست لديهم أي ضمانات اجتماعية مثل حاجات الأدوية، الجراحة، نظارة وإلى آخ.

لم يعد المسنون ينتظرون في طوابير طويلة أمام المستشفيات والعيادات الخارجية. وإضافة إلى ذلك قامت وزارة الصحة بإنشاء "وحدات الرعاية المنزلية" للمسنين، وهذه أيضا خطوة مهمة في هذا الاتجاه.

تزداد مع الشيخوخة الأمراض عند المسنين. ومن هذه الأمراض: ارتفاع نسبة الكولسترول، ومرض السكر وضغط الدم. ويشكو نصف المسنين من حالات صحية سيئة، كما يشكون من عدم كفاءة المختصين في طب المسنين. وفي هذا المجال يقوم المختصّون بتشخيص الأمراض والمشاكل الصحية  للمرضى الذين تتجاوز أعمارهم 65 سنة.

وتعدّ عيادة الشيخوخة في جامعة الطب بإسطنبول من أهمّ وأروع المراكز، خاصة للمسنين في هذا المجال. وخلال العام الماضي زارها تقريبا 1178 مريضا. و مع ذلك فإن عدد المختصين الموجودين فيها ليس كافيا.

تشير غالبية الإحصاءات إلى أنّ النساء حالتهن الصحية أسوأ بالمقارنة بالرجال. ويرى العالم الاجتماعي "توبا دميرجي" من جامعة "كمر بورغاز" الواقعة في إسطنبول أنّ سبب زيادة الأمراض عند النساء هو تحميلهم عبئاً أكبر من طاقتهنّ. فالنساء يشتغلون بأعمال البيوت وبرعاية الأطفال أكثر من الرجال. 

ويُذكر أنّ في تركيا حوالي 600 ألف مريض بالزهايمر. وهذا الرقم يزداد يوما بعد يوم. وفقاً لمعهد الإحصاءات التركية فإنّ هناك ارتفاعاً في الموت بسبب هذا المرض. في عام 2010 كان هذا الرقم 2,7، وفي عام 2012 وصل الى 3,4.

ويُعتقد أنّ مرض الزهايمر سيكون من أهم المشاكل التي ستواجهها تركيا في خلال السنوات المُقبِلة.

التخلي عن نموذج دور العجزة

تعتقد الحكومة التركية أنّ دور العجزة في تركيا لا تناسب العادات والتقاليد التركية. و تهدف تركيا إلى استمرار حياة المسنّين في بيوتهم الخاصة. ومع ذلك فإن المسنين الذين ليست لديهم بيوت سيبقون في دار العجزة.

وتتواصل وزارة الأسرة والسياسات الاجتماعية مع المسنين عبر البلديات، وستقوم الوزارة بدعم بالبلديات ماديا بهذا الهدف.

ففي تركيا يوجد 297 دارا للعجزة، 109 منها ملك للدولة ويعيش فيها 11 ألف و 156 مسنّا. و بشكل عام في تركيا حوالي 20 ألف مسن يقيمون فيها دور العجزة. وتعد تكلفة دور العجزة مرتفعة بالمقارنة بالبيوت.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!