فتح الله ميرزا اوغلو

هي ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة طبعا التي تفتح فيها المؤسسات الإعلامية المصرية الرسمية وشبه الرسمية والخاصة صفحاتها ومكبرات صوتها أمام جهلة ومفترين ومأجورين للتطاول على تركيا وحكومتها وشعبها نتيجة التوتر الحاصل في العلاقات التركية - المصرية .

تابعنا مقالات وتحليلات وأغان وبرامج حوار في أقدم وأهم المؤسسات الإعلامية المصرية التي سنظل نحترمها بحكم موقعها ودورها في توجيه الشعب المصري ومشاركتها في صناعة القرار والاستراتيجيات العربية والإسلامية ورغم تحولها إلى ساعي بريد ينقل رسائل النظام والمحسوبين عليه في هذه الأيام بعيدا عن الموضوعية والمهنية والأخلاقية التي عودتنا عليها . جريدة بعراقة الأهرام تقع في مصيدة كاتب لها يقول إنه يعبر عن رأيه بحرية من خلال هذه المساحة التي خصصتها له في نشر ما يريد وهو يعرف أنه كذب وافتراء وتطاول على الأهرام ومهنيتها قبل أن يطال كريمة أردوغان بالافتراء والتزييف والفبركة.

تحت عنوان "أردوغان طموح اللحاق بقطار العائلات السياسية!" قرأنا ما كتبه كرم سعيد الذي استعان بأصدقاء له من المعادين لتركيا في الداخل والخارج يزودونه ببعض السيناريوهات والمعلومات الكاذبة والخاطئة والتي نفاها أردوغان لكنه اختار أن لا يسمع هو بذلك ويحرك قلمه مستغلا جريدة قد تقول شيئا ما حول الكذب وتصفية الحسابات السياسية الداخلية المصرية عبر لعب ورقة الداخل التركي بمثل هذه البساط .

سعيد يقول "أن السلطان رجب كما يطلق عليه أنصاره" هذه تعلمناها منه للتو " يبدو طامحاً فى استيراد أنموذج العائلات الحاكمة على غرار عائلة بوش وأسرة كلينتون فى الولايات المتحدة الأمريكية، وباباندريو فى اليونان، وغاندي فى الهند" لماذا تجنب الحديث عن الأسر السياسية في بعض دول العالم العربي التي تتبنى أنظمة ديمقراطية برلمانية وتعددية حزبية ؟.

وسعيد وصل إلى استنتاج يعكس "موضوعيته" في المقال "وأصبح توجه أردوغان نحو اللحاق بقطار العائلات السياسية أكثر وضوحاً لتثبيت طموحاته السلطوية وغرس مخالبه فى جسد المجتمع والإمساك وحده بمفاصل الدول " وكأنه لا يتابع سوى ما يريد أن يراه أو ما يقدم له من معلومات ناسيا استطلاعات الرأي التي قد يكون تجنبها لأنه يفترض أنها تشابه استطلاعات الرأي في بعض الدول العربية حول قياداتها ونظرة الشعب إليهم.  

ويشير إلى هدف أردوغان في "استئصال الداعية المعتدل" وهي عبارةٌ كافية لنعرف من هو مصدر معلوماته في القاهرة منأانصار فتح الله غولن.

ويرى سعيد "ويهدف أردوغان منذ زمن إلى بناء عائلة سياسية أقرب إلى الملكيات العربية منها إلى بيوت الحكم فى العالم الغربي، لذا دفع مقربين منه للترشح إلى الانتخابات، ومن بينهم ابنته سمية" رغم كل النفي الرسمي وغير الرسمي لهذه المعلومات وأكثر من مرة والتي لم يسمع بها رغم مرور أسابيع عليها. ربما قسم الأخبار الدولية في الأهرام سيقول له شيئا حول هذه المعلومة.   

ويجمع سعيد وهي قمة الحبكة الصحافية دون أي أوجه شبه وتقارب بين الاثنين بين نجل مبارك ونجلة أردوغان ليقول "وعلى خطى جمال مبارك تسير سمية أردوغان، فكما كان الأول مستشاراً متطوعاً لوالده ظلت سمية تعمل كمستشارة دون أجر لوالدها طيلة أربع سنوات عندما كان رئيساً للوزراء. ومثلما كان جمال مبارك من أبرز الشخصيات المؤثرة فى الحزب الوطنى قبل ثورة 25 يناير باعتباره رئيس لجنة السياسات، تظل «سمية» من أبزر النساء المؤثرات ذات الخلفية والخبرة السياسية المؤثرة فى حزب العدالة والتنمية كونها عضواً فى لجنة السياسات الخارجية" مع أننا لم نشاهد نحن الأتراك بعد هذه التصريحات والمواقف السياسية والتحركات لنجلة أردوغان التي تعكس رغبتها في قيادة حزب العدالة والتنمية وتسلم الحكم خلفا لوالدها التي ينبه الكاتب إليها كمؤامرة سياسية تستهدف تركيا.

سعيد الذي يحاول أن يقنعنا بسيناريو سمية أردوغان هدفه أولا وأخيرا الوصول إلى أردوغان نفسه ليصل إلى نتيجة كاذبة.

"طموح الرئيس التركي أردوغان وحرصه على البقاء فى صدارة المشهد لا يعرف حدوداً، لذلك قرر أن يقود الحملة الانتخابية المقرر لها يونيو المقبل لحزب العدالة والتنمية جنباً إلى جنب مع الدفع بمقربين منه للترشح، ومن بينهم ابنته سمية ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان" ناسيا أن أردوغان انتقد أكثر من مرة قرار فيدان بالتخلي عن عمله كرئيس لجهاز الاستخبارات والترشح للانتخابات.

ولتكون الحصيلة مع سعيد أن "يراهن أردوغان فى بناء عائلته السياسية التي ربما تسمح للسيدة سمية بالوصول إلى مقعد أبيها الوثير فى الرئاسة" مذكرا المعارضة التركية بتحمل مسؤولياتها وهي التي "تتخندق خلف هويتها الأيديولوجية وتتحصن وراء نسق القيم والأفكار على حساب البنية التحتية التى تتعلق بالآثار الاقتصادية والاجتماعية وقضاء الواقع التركي".

تدني مستوى بعض المقالات في "الأهرام" لن يؤثر على الجريدة وتاريخها وسمعتها ومهنيتها تماما كما هي الحال في العديد من وسائل الإعلام العربية والفضائيات التي تشن منذ اشهر حربا على تركيا والعدالة والتنمية والتي تخلت عن موضوعيتها وباتت تنسق مع السفارات المصرية وأجهزة المخابرات المصرية في العواصم العربية والغربية التي توزع لوائح بأسماء واهداف تركية ينبغي مقاطعتها أو أبعادها إعلاميا وتجاريا واجتماعيا لتحصين مصر من مخاطر الأتراك!

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس