هاكان جليك – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

تثير رسائل وخطوات الولايات المتحدة إزاء تركيا الحيرة في العقول إلى أبعد الحدود. من الواضح أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرغب بإقامة علاقات في مستوى معقول مع تركيا ويولي أهمية للبعد التجاري بين البلدين. 

ينظر ترامب بشكل عام إلى البلدان الأخرى بهذه الطريقة. ويتبنى مقاربة في العلاقات الدولية تعتمد على بيع البضائع الأمريكية والمحافظة على اتباع البلدان الأخرى سياسات الولايات المتحدة. 

علاوة على ذلك، نلاحظ أن هناك مودة شخصية لدى ترامب تجاه أردوغان وأن الزعيمين على تواصل جيد فيما بينهما، وهذا بلا شك مفيد في حل المشاكل. 

في المقابل، تقف جميع المؤسسات الأخرى في الولايات المتحدة في صف واحد ضد تركيا. فمن الإعلام إلى المعاهد البحثية، ومن وزارة الدفاع إلى الكونغرس هناك معارضة كبيرة لتركيا وأردوغان. 

قد يكون هناك خلافات في وجهات النظر بين الحلفاء، لا تتخذ الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا الموقف نفسه في كل القضايا. لكن ما لا يقبله عقل هو لا مبالاة واشنطن بالتهديدات التي تواجهها حليفة عريقة لها كتركيا. 

لا يمكن للمرء أن يفهم رعاية الولايات المتحدة واحتضانها لتنظيم "غولن" من جهة، وتزويدها تنظيم "بي كي كي"، الذي يسعى للتقسيم تركيا، بمختلف أنواع الأسلحة، من جهة أخرى. 

تجر عاصفة التهديد التي بدأت بعد شراء تركيا منظومة إس-400، العلاقات السيئة أساسًا بين البلدين إلى وضع أسوأ. 

للمرة الأولى، تحدث أردوغان مع إيراد أمثلة عن اتخاذ أنقرة خطوات مضادة في حال عدم تغيير الولايات المتحدة موقفها واستبعاد تركيا تمامًا من مشروع إف-35. 

تركيا واحدة من أهم عملاء شركة بوينغ الأمركية في العالم. يتشكل نصف أسطول الخطوط الجوية التركية من الطائرات التي تصنعها بوينغ. كما أن "صن إكسبرس" و"كورندون" شركتان تركيتان تستخدمان طائرات بوينغ. 

تواصل الخطوط الجوية التركية استلام طلبياتها بالتدريج من طائرة 787-9 دريم لاين الجديدة. أما موديل 737 ماكس فقد مُنع من الطيران لأجل غير مسمى بسبب الحوادث المتتالية في الآونة الأخيرة. وتسبب هذا الموديل بمشاكل جدية في تخطيط رحلات أسطول الخطوط الجوية التركية مع تزايد الطلب في الصيف. 

نستنتج من تصريحات أردوغان أن تركيا ستعيد النظر بجدية في الطلبيات المقدمة إلى بوينغ في حال فرض عقوبات أمريكية تضع تركيا في موقع صعب. 

من المفيد بالنسبة لأعضاء الكونغرس الساعين لفرض عقوبات تضرب الاقتصاد التركي، أن يروا بأنهم يلقون بالمصالح الأمريكية إلى التهلكة على المدى البعيد. ولن يقتصر الأمر على بوينغ، فهناك احتمال وصوله إلى قاعدتي إنجيرليك وكوريجيك. 

خلاصة الكلام أن العلاقات بين أنقرة وواشنطن لا تحتمل تطبيق عقوبات قانون "CAATSA" عقب امتناع الولايات المتحدة عن تسليم تركيا مقاتلات إف-35.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس