ترك برس

حذّر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من أن التدخلات في اليمن وقطر لها "عواقب وخيمة"، وأن بلاده تسعى لضمان الاستقرار في ليبيا.

جاء ذلك في كلمة ألقاها أردوغان خلال مشاركته في اجتماعات الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بمدينة نيويورك الأمريكية.

أردوغان شدد على أن للتدخلات في اليمن وقطر عواقب وخيمة من الناحيتين الإنسانية والاقتصادية. 

وقال في سياق متصل "كلنا نتشوق للتوصل إلى حل فوري للأزمة في المنطقة التي اندلعت مجددًا إثر الهجمات على منشآت إنتاج النفط".

أفاد الرئيس أردوغان، أن تركيا تبذل قصارى جهدها بغية ضمان الأمن والاستقرار في ليبيا التي تعد منطقة مهمة أخرى في البحر المتوسط، وذلك من خلال إنشاء إدارة ديمقراطية قائمة على الإرادة الحرة للشعب. 

وأردف قائلًا: إن" تعزيز ليبيا سيريح منطقتي شمال أفريقيا وأوروبا. نعتقد أن إيجاد الحل لهذا البلد يكمن في احترام خيارات الشعب الليبي". ​

كما أفاد الرئيس أردوغان، أن الصحفي جمال خاشقجي الذي قتل بوحشية العام الماضي، ومحمد مرسي أول رئيس منتخب ديمقراطيًا في مصر، الذي فقد حياته في قاعة المحكمة بطريقة مشبوهة، أصبحا رمزًا لحاجة المنطقة الماسة للعدل والإنصاف.

وأعرب عن أمله أن يتم تناول المناقشات حول أنشطة إيران والتهديدات التي يتعرض لها هذا البلد في إطار عقلاني.

قال الرئيس أردوغان، إن "فلسطين التي ترزح تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي هي إحدى أكثر الأماكن التي تعاني من الظلم والاضطهاد في العالم".

وتابع إن" الإدارة الإسرائيلية الحالية تضرب عرض الحائط كافة القيم الإنسانية فضلًا عن القانون الدولي، وذلك عبر الحصار اللاإنساني في غزة، وأنشطة الاستيطان غير القانونية، واستهداف الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس".

وأضاف "موقفنا في تركيا واضح في هذه المسألة. إن الحل يتمثل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على أراضٍ متصلة وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حدود 1967. 

أي خطة سلام أخرى لا تأخذ هذا الحل بنظر الاعتبار لن تكون لها فرصة لكي تكون عادلة أو قابلة للتطبيق. أتساءل من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ أين حدود دولة إسرائيل؟ هل هي حدود 1948 أم حدود 1967 أم هل هناك حدود أخرى؟ 

كيف يمكن الاستيلاء على مرتفعات الجولان ومستوطنات الضفة الغربية، مثلها مثل الأراضي الفلسطينية المحتلة الأخرى، أمام أعين العالم إذا لم تكن داخل حدود هذه الدولة؟ 

هل الغاية من المبادرة المطروحة على أنها صفقة القرن، القضاء على دولة فلسطين ووجود شعبها بصورة تامة؟"

شدد الرئيس أردوغان، على ضرورة تقديم كافة الجهات الفاعلة في المجتمع الدولي وعلى رأسها الأمم المتحدة دعمًا ملموسًا للشعب الفلسطيني،.

وأضاف "في هذا السياق يعد مواصلة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى أنشطتها بفعالية أمر في غاية الأهمية. تركيا كما فعلت حتى يومنا هذا ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المضطهد".

كما تطرق أردوغان في خطابه، للنزاع بين الهند وباكستان حول إقليم كشمير وتداعيات إلغاء الهند الحكم الذاتي للإقليم، مؤكدًا أن كشمير يعاني من شبه حصار رغم قرار مجلس الأمن الدولي.

ومن جهة أخرى، لفت إلى تنامي العنصرية وخطاب الكراهية في الغرب، محملا مسؤولية ذلك للسياسيين الشعبويين. 

وأردف قائلا: "السياسيون الشعبويون الذين يحاولون الفوز بالأصوات من خلال إثارة العنصرية ويطبعون خطاب الكراهية بحجة حرية التعبير، هم في طليعة المسؤولين عن تحويل هذا المرض إلى جنون".

كما دعا الرئيس أردوغان، في ختام كلمته للحرية والسلام والعدالة ومستقبل آمن ومزدهر من أجل الجميع.

أشار الرئيس أردوغان، إلى أنه على الرغم من المفاوضات المستمرة منذ أكثر من 50 عامًا، إلَا إن القضية القبرصية لا يمكن حلها بسبب موقف الجانب القبرصي اليوناني الرافض للتسوية. 

وأضاف "يتبنى الجانب القبرصي اليوناني سياسة فرض أمر واقع ظالمة وغير عادلة رافضة لمبدأ مشاركة القبارصة الأتراك في السلطة السياسية والازدهار. 

إن تركيا هي الضامن الدولي القائم على المعاهدات للشعب القبرصي التركي، الذي تربطه بها روابط تاريخية وثقافية عميقة".

وتابع "من ناحية أخرى تركيا ستواصل جهودها حتى يتم إيجاد حل يضمن أمن وحقوق الشعب القبرصي التركي. نحن نعتقد أن موارد الطاقة في شرق البحر المتوسط تشكل فرصة مهمة للتعاون إذا تبنينا جميعًا نهج الربح المتبادل. 

وعلى الرغم من نهجنا المعقول، إلّا أن بعض البلدان في المنطقة تحاول من خلال خطوات أحادية الجانب تحويل مسألة موارد الطاقة إلى مسألة نزاع. 

سنحمي الحقوق والمصالح المشروعة للشعبين التركي والقبرصي في شرق البحر المتوسط حتى النهاية. ومع ذلك سنظل دائمًا متفتحين لجميع المقترحات القائمة على التعاون والمشاركة العادلة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!