ترك برس

من أهم الإجراءات التي ينبغي اتخاذها عند شراء منتج من موقع إلكتروني كتابة العنوان التفصيلي الذي يتضمن اسم كل من المدينة والحي والمنطقة والشارع ورقم البناء، وربما يكون مستحيلًا إيصال طرد لا يحمل عنوانًا إلى صاحبه، لكن هذه القاعدة كان لها استثناء في منطقة “بولدان” (Buldan) بولاية “دنيزلي” (Denizli) جنوب غربي تركيا، من قبل ساعي بريد أوصل هذا الطرد مع ابتسامة.

كان الطرد يحمل اسم “سليمان ساميز أوغلو”، وفي حقل العنوان لم يكتب اسم حي أو شارع بل كتب ما يلي:

“تعال مباشرة من مدخل القرية، لا تنحرف، يوجد هناك جامع، من هناك توجه إلى اليسار، تعال مباشرة، لا تنحرف وأكمل إلى نهاية الطريق، ينفصل حينها الطريق إلى جهتين، يمين يسار بولدان دنيزلي”.

وقد وصل الطرد إلى الفتى سليمان ساميز أوغلو البالغ من العمر 13 عامًا، وهو طالب في مدرسة إعدادية يسكن في منطقة “بوزالان”. وسلّم ساعي البريد الطرد له وهو مبتسم.

ولدى حديثه إلى وكالة الأناضول، قال الطفل سليمان إنّه طلب عبر الإنترنت الكتب للتحضير لامتحان “LGS” للمرحلة الثانوية لتصله بالبريد، وأضاف قائلًا: “لقد كان عنوان منزلي مصدرًا للفكاهة بالنسبة للعاملين بالبريد. أعجبهم ذلك، وكنت دائمًا أتساءل: هل ستصلني الكتب؟ هل سيجد ساعي البريد عنواني؟ وكانوا يأتون إلى القرية لإيصال الطرود البريدية دائمًا، وتمكنوا من إيجاد عنواني. وقد شكرتهم وعبّرت لهم عن امتناني عندما أحضروا لي طردي”.

وأوضح أب سليمان، يوسف ساميز أوغلو، أنه يطلب الكتب باستمرار لابنه عبر الإنترنت، وإن كتابة العنوان بهذه الطريقة كانت مفاجئة له أيضًا.

أما الأم آيشان ساميز أوغلو فقالت: “عندما وجد موظفو البريد الطرد مكتوبًا عليه العنوان الذي أرسله ابني، قالوا لي إن ابنك كتب العنوان بشكل لطيف جدًا، كان وصفه لطريقة الوصول للمنزل جيدًا وسهّل مهمّة ساعي البريد في الوصول إليه. لقد أسعدني ما فعله ابني فهو يفعل كل ما يخطر بباله بكل عفوية”.

بدورها أصدرت شركة البريد التركية PTT بيانًا قالت فيه: “لقد قمنا بتسليم الطرد البريدي إلى صاحبه رغم عدم وجود اسم حي أو شارع أو زقاق. إن من يعمل بإخلاص وتضحية في كل زمان لا يتأثر بأي صعوبات، وإن مهمة ساعي البريد إيصال الطرود والرسائل لأصحابها، وتسليم الطرود مع ابتسامة”.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!