طه داغلي – خبر 7 – ترجمة وتحرير ترك برس

يتهم الإعلام التابع للتنظيم الموازي بأنّ تركيا تنافق في التعامل مع القضية الفلسطينية، كما يتهمون اردوغان بأنه يتحمل مسئولية الانقلاب في مصر والحرب الأهلية في سوريا.

لكن على ماذا ترتكز هذه الافتراءات؟ دعونا نتحدث أولا عن القضية الفلسطينية، فما هو مرجع كاتب صحيفة زمان علي بولاتش الذي يتهم تركيا بأنها تنافق وتخادع في تعاملها مع الشأن الفلسطيني؟

دعونا نتحدث عما استند إليه وذكره، فبتاريخ 15 أيار/مايو الماضي، تظاهرت مجموعة مكونة من 25-30 شخص أمام القنصلية الإسرائيلية في اسطنبول، وذلك التاريخ يصادف ذكرى تأسيس دولة الاحتلال على الأراضي المحتلة عام 1948، يصادف ذكرى النكبة.

عددهم كان قليلا، وكانوا يهدفون إلى إحياء ذكرى النكبة، لكنهم انحرفوا من انتقادهم لإسرائيل لينتقدوا تركيا أيضا، وقالوا أنّ "تركيا لا تطلب تأشيرة دخول للإسرائيليين، بينما تفرضها على الفلسطينيين"، وطالبوا تركيا "بقطع علاقاتها مع إسرائيل، وأنْ لا تدعمها".

تناول إعلام التنظيم الموازي هذا الحدث، ونشروه على موقعهم الالكتروني، ثم على صحيفتهم صحيفة زمان، وأخيرا تحدث كاتبهم علي بولاتش عن الموضوع في زاويته الخاصة مرتين.

وبعد عدة أيام، أصدر البنك الدولي تقريره المفصّل حول المساعدات التي قُدّمت لقطاع غزة، وفورا تعلّق إعلام التنظيم الموازي بهذا الخبر وجعلوه عنوانا رئيسا لجريدتهم، وكتبوا "تركيا لم تفِ بوعودها المتعلقة بمساعدة قطاع غزة".

وهم أثناء نشرهم لتلك الاتهامات، كانوا يستدلون بأشخاص ومصادر أسموها بالفلسطينية، يهاجمون اردوغان، ويهاجمون حزب العدالة والتنمية، ثم يقولون "هكذا الفلسطينيون يتحدثون"، ليحيلوا المسئولية على الفلسطينيين.

ولو أردنا معرفة "المصادر الفلسطينية" لهذه الأخبار، فسنذكركم مجددا أنّ المجموعة التي تظاهرت أمام القنصلية الإسرائيلية في اسطنبول كانت مجموعة من الفلسطينيين، لكنهم انتقدوا تركيا، فمن هم هؤلاء؟

هؤلاء هم الذين شاركوا في أحداث غزي بارك، وهم الذين وصفوا ما حدث من انقلاب في مصر على الإخوان المسلمين بأنه "أمرٌ جيد ويستحقون ذلك"، وكانوا يتحدثون بلسان التنظيم الموازي خلال محاولة الانقلاب، وخرجوا في الأول من أيار مع المتظاهرين ضد النظام الحاكم في تركيا، وأيضا اعترضوا على الشؤون الدينية، وقالوا "لا يمكن زيارة القدس"، وأخيرا بدؤوا يصفون إلى جانب حزب الشعوب الديمقراطي.

أحد هؤلاء لا يُحبّ أنْ ينادى باسمه الذي يدل عليه كمسلم، وإنما يستخدم بدلا منه اسما أجنبيا، وفي الحقيقة هذا الأمر لا يعنينا، لكن مصدر المعلومات والمصدر الفلسطيني الذي تحدث عنها علي بولاتش واصفا إياه "بالمثقف الفلسطيني"، قد يكون بنسبة كبيرة هو نفسه هذا الشخص.

يتهمون تركيا بعدم الإيفاء بوعودها المتعلقة بتقديم المساعدات لغزة، ويشيرون إلى ذلك من خلال تقرير البنك الدولي، وهم ينتقدون حتى إنشاء 19 مسجد في قطاع غزة.

لماذا لا يسألون أنفسهم سؤالا؟ هل يجب على تركيا أنْ تقدم مساعداتها إلى قطاع غزة والضفة الغربية والقدس عن طريق البنك الدولي؟ لو قدمت تركيا فعليا مساعداتها عن طريق البنك الدولي والمصادر الغربية، لما وصل الفلسطينيين منهم أي قرش بكل أسف، ولهذا تقوم تركيا بتقديم مساعداتها بنفسها إلى الأراضي الفلسطينية، وهذا يتم مباشرة بيد وكالة التنسيق والتعاون التركية "تيكا".

وأيضا لا يمكن لمجموعة من 20-30 شخص أنْ تمثل فلسطين ولا الفلسطينيين على الإطلاق، فالفلسطينيون هم أكثر الناس الذين ينزعجون عندما يتم انتقاد تركيا باستخدام اسمهم، وهاتفي لم يصمت منذ أيام، فقد اتصل بي العشرات من الفلسطينيين من القدس وغزة ومن الفلسطينيين الذين يعيشون في اسطنبول، وقالوا كلهم "بارك الله في تركيا، ولا يمكن لأحد أنْ ينتقد تركيا باسم الفلسطينيين".

وحتى إنّ محمود الزهار، القائد الحمساوي، ألقى خطابا في قطاع غزة، وأكّد على تقديم كل الشكر والامتنان لتركيا على مساعداتها ودعمها المتواصل للفلسطينيين.

عن الكاتب

طه داغلى

كاتب في صحيفة خبر 7


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس