ترك برس

ناقش الإعلامي التركي سلجوك تورك يلماز، في مقال، التحديات التي واجهها العالم الإسلامي عبر تاريخه، مع التركيز على الاستعمار الأوروبي والصهيونية كأيديولوجيات تسببت في هجمات كبيرة.

وقدم تورك يلماز في مقاله بصحيفة يني شفق تحليلًا لهذه الأيديولوجيات مبرزا الحاجة إلى مواجهة التهديدات الأيديولوجية بشكل جديد.

ويشير الكاتب إلى أن العالم الإسلامي واجه العديد من الهجمات على مر تاريخه، وكان آخرها التوسع الأوروبي الغربي. بينما كانت الحملات الصليبية مثالًا على هذه الهجمات، فإن التوسع الاستعماري الحديث يتميز بأيديولوجية متطورة قادتها بريطانيا وفرنسا، وانضمت إليها الولايات المتحدة في القرن العشرين تحت مظلة الإمبريالية.

ويؤكد أن الهجمات الاستعمارية لم تكن عسكرية واقتصادية فقط، بل كانت أيديولوجية بشكل كبير. يشرح كيف أن الصهيونية لعبت دورًا رئيسيًا في هذه الأيديولوجية، مستندًا إلى أفكار المفكرين مثل إدوارد سعيد الذي ربط الصهيونية بالإمبريالية. يرى يلماز أن هذا الربط يظهر أن الهدف كان الهيمنة على الشعوب غير الأوروبية.

يوضح المقال أن تركيا، بفضل إرثها التاريخي وإمكانياتها، كانت هدفًا رئيسيًا لهذه الهجمات الأيديولوجية. يشير يلماز إلى أن الدراسات حول تركيا اكتسبت أهمية كبيرة، بسبب معرفتها بهذا الإرث والإمكانيات، مما جعلها عرضة لأيديولوجيات مثل الصهيونية.

وينتقد الأكاديميين الذين يقللون من أهمية ربط الصهيونية بالإمبريالية أو الاستعمار، مشيرًا إلى أنهم يفضلون لوم الداخل بدلاً من الاعتراف بالتهديدات الخارجية. يرى أن هؤلاء الأكاديميين يمنحون أنفسهم راحة نفسية زائفة من خلال تجاهل الواقع والتهديدات الأيديولوجية الحقيقية التي يواجهها العالم الإسلامي.

ويشدد على ضرورة تبني موقف جديد لمواجهة الهجمات الأيديولوجية. يذكر كيف أن تنظيمات مثل "غولن" الإرهابية قد ساهمت في تقويض الأيديولوجيات الدفاعية داخل العالم الإسلامي، مما يتطلب استجابة قوية ومنظمة لهذه التهديدات.

يصف تورك يلماز الهجمات الأيديولوجية الحالية بأنها مشابهة للحروب الصليبية، ولكن بخصائص مختلفة. يشير إلى أن الأفكار "الرجعية" مثل الصهيونية تهاجم اليوم ليس فقط المناطق الإسلامية، بل أيضًا العقول، مما يجعل من الضروري التفكير بعمق في قوة هذه الهجمات واتخاذ خطوات فعالة لمواجهتها.

في الختام، يؤكد سلجوك تورك يلماز على أن العالم الإسلامي بحاجة إلى إعادة تقييم ومواجهة التهديدات الأيديولوجية بشكل جديد. يجب أن يتم هذا من خلال فهم عميق للتاريخ والتحديات الحالية، والتصدي للأفكار الاستعمارية والصهيونية بوعي وإستراتيجية واضحة.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!