ترك برس

نقل الصحفي التركي صلاح الدين غوناي عن تقرير النيابة العامة الصادر بحق جماعة فتح الله غولن أو الكيان الموازي الجمعة الماضية أن عناصر الجماعة كانوا يتجسسون على بعض القادة والمسؤولين، وكانوا يتبعون 8 آليات مختلفة للتواصل فيما بينهم ويوصون بعضهم بأخذ الحيطة والحذر في عملية التواصل.

وأوضح غوناي في تقريره للجزيرة ترك "8 وسائل تواصل خاصة بعناصر فتح الله غولن" أن تقرير النيابة أكّد أن عددًا ليس بالقليل من عناصر فتح الله غولن يعمل ضمن جهاز الاستخبارات الوطني، وأن آلية عمل الجهاز وسريته العالية تحولان دون تمكن النيابة من فرز الأفراد الموالين لجماعة غولن بشكل فعال.

وبحسب التقرير، فإن تواجد عناصر غولن داخل جهاز الاستخبارات، مكنهم من التعرف على الإجراءات الأمنية الاحترازية التي يمكن اتخاذها لتفادي أي عملية تنصت من أي طرف.

عملت الجماعة حسب التقرير على ربط عناصرها العاملين في جهاز الاستخبارات بشخص أُطلق عليه اسم "إمام الاستخبارات"، وتولى مراد كارا بولوت هذه المهمة، وبعد كشف أمره، أحيلت هذه المهمة إلى هارون دوغان ومن ثم إلى عبد اللطيف طابكان اللذين هربا إلى أمريكا قبيل عملية 17 كانون الأول/ ديسمبر 2013، بأيام قليلة، وأعطا طابكان تعليمات البدء في العملية الأمنية التي استهدفت قادة وأفراد مقربين لحزب العدالة والتنمية وأدت إلى قطع الخيط الأخير بين جماعة غولن وحزب العدالة والتنمية منذ ذلك الحين.

وقبل ذكر آليات التواصل بين عناصر غولن، يشير التقرير إلى أن الخطة التي أُعدت للسيطرة على جهاز الاستخبارات الوطني من قبل جماعة غولن، كانت تنص على ضرورة السيطرة على جهاز القضاء ذي الصلاحيات الواسعة، ومن ثم استخدامه في السيطرة على جهاز الاستخبارات بشكل خاص، من خلال محاكمة قادته ومسؤوليه المقربين من حزب العدالة والتنمية بتهم غير موجودة، مشيرًا إلى أن إصدار أمر بإلقاء القبض على مستشار الاستخبارات هاكان فيدان بتاريخ 7 شباط/ فبراير 2012، والتوجه إلى بيته لاعتقاله كان أحد أبرز الأمثلة على محاولة الجماعة بسط أذرع سيطرتها على الجهاز.

كانت وسائل التواصل المتبعة من قبل الجماعة تراعي السريعة العالية، وقد أوردها التقرير كما يلي:

1ـ وجهًا لوجه: كان من أكثر الوسائل المستخدمة من قبل عناصر غولن، كونه الأقل تعرضًا لخطر التجسس، وكان يتم إبعاد أجهزة التواصل في أي اجتماع يتم فيما بينهم، وحرق أو تمزيق أي ورقة تم استخدامها خلال الاجتماع.

2ـ الأجهزة الخلوية: كانت تستخدم للحالات الطارئة جدًا، فالتواصل وجهًا لوجه كان هو المفضل لدى الجماعة. خطوط الأجهزة الخلوية كانت لا تُسجل باسم حاملها الحقيقي، بل كانت تُسمى بأسماء أخرى أو وهمية في بعض الأحيان، وكان يميل عناصر الجماعة لتغيير خطوطهم الخلوية مرة كل 3 شهور. التغيير كان لا يقتصر على الخط، بل كان يشمل جهاز الهاتف أيضًا.

3ـ برامج الإنترنت: برنامج "لاين" كان من أكثر البرامج المُفضلة لدى عناصر غولن، لما يتمتع به من سلامة أمنية عالية مقارنة بالبرامج الأخرى التي كانت تُستخدم أيضًا من قبل عناصر غولن، ولكن بعد تحميل عدة برامج حماية أمنية مثل "أكروبيتس" و"بيلوك"، و"سوفت فون".

4ـ الهواتف الثابتة المحصنة ضد برامج التنصت الإلكترونية: كانت تُستخدم هذه الهواتف بشكل عام للتواصل مع المدارس الواقعة خارج تركيا، وكان يتم فحص فعالية حصانتها ضد التنصت مرة واحدة كل شهر.

5ـ اللقاءات الاجتماعية: أان أفراد الجماعة يستغلون لقاءاتهم العائلية ونزهاتهم الترفيهية للتواصل بشكل غير معلن، وفي جميع اللقاءات كان يتم إبعاد الأجهزة الخلوية عن مكان الاجتماع.

6ـ وسائل التواصل الاجتماعي: كانت تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي فقط لحشد الأفراد وقت الحاجة، وكان يُلاحظ ارتفاع عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لأهداف تخدم مصالح الجماعة في بعض المناسبات الهامة مثل أوقات الانتخابات أو الأيام التي سبقت وتبعت التحرك الأمني الذي تم في 17 كانون الثاني/ ديسمبر ضد الحكومة.

7ـ الملاحظات الورقية: كانت تُستخدم للحفاظ على سرية أمر مهم جدًا بالنسبة للجماعة، وعادة كانت هذه الوسيلة هي الوسيلة المألوفة لدى عناصر الجماعة العاملين في المؤسسات الحكومية.

8ـ وسائل الإعلام: مهمتها في التواصل، مشابهة إلى حد كبير مهمة وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تُستخدم لحشد الأفراد من عناصر الجماعة أو المواطنين العاديين أو توجيههم لهدف محدد أو فكرة معينة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!