ترك برس

أثارت دعوة حزب السعادة التركي الرئيس الإيراني السابق "أحمدي نجاد" غضب الشارع التركي، وذلك لموقف إيران من القضية السورية ودعمها للنظام السوري في قتل الأبرياء من المدنيين السوريين دون التمييز بين النساء والأطفال والرجال بحجة محاربة الإرهاب منذ بداية الثورة السورية ضد نظام الأسد.

ويعدّ حزب السعادة من الأحزاب اليمينية ذات التوجه الإسلامي، وقد تأسس بعد إغلاق الحكومة التركية حزب الفضيلة الذي أسّسه نجم الدين أربكان، والذي نتج عن تفكّكه حزبا السعادة والعدالة والتنمية. ولا يتّفق حزب السعادة مع العدالة والتنمية في الأجندة السياسية، وبشكل خاص في القضية السورية، فلا يعترف السعادة بثورة الشعب السوري.

وذكر الكاتب التركي "إسماعيل ياشا" في مقالته "حزب السعادة وذكريات الماضي" أن "حزب السعادة بعد رحيل نجم الدين أربكان في فبراير 2011 أصبح يعيش بذكريات الماضي بدلا من أن يبحث عن سبل النهوض من جديد، وكل ما يفعله رئيسه الحالي مصطفى كامالاك أو حتى الزعيم الشاب الذي يتطلع إلى الحصول على تركة والده هو القول بأن "أربكان فعل كذا وكذا" و"لو كان حيا لفعل هكذا".

رئيس حزب السعادة "مصطفى كمالاك" يحضر حفل اليوم الوطني للثورة الإيرانية:

صور من لقاء الرئيس الحالي لحزب السعادة مع الأسد عام 2012

وقام حزب السعادة بدعوة نجاد كضيف شرف لحضور مؤتمر إحياء الذكرى الـ 4 لوفاة زعيم الحزب "نجم الدين أربكان" الذي تم في مدينة "بورصا" غرب تركيا يوم الجمعة الماضي.

وألقى نجاد كلمة في المؤتمر أكد فيها على علاقاته الوطيدة بحزب السعادة، وأثناء خطابه وقف 4 شباب أتراك من بين الحضور رافعين علم الثورة السورية وطالبوا نجاد بمغادرة القاعة بصوت مرتفع، وكانت ردّة فعل مؤيدي حزب السعادة المتواجدين في القاعة مخزياً حيث هاجموا الشابين وضربوهم بشكل وحشي هاتفين بشعار "مجاهد أربكان" ومؤكدين دعمهم لايران.

وتم نقل الشباب إلى مركز الأمن للتحقيق معهم عقب المظاهرة التي قاموا بها ضد نجاد، وتم اتخاذ التدابير اللازمة في المنطقة من قبل فرق الأمن لمنع حدوث حدث مشابه.

وعقب بدء مؤتمر إحياء ذكرى وفاة أربكان، كانت هناك مظاهرة أمام المركز المخصص لعقد المؤتمر طالب المشاركون فيها مغادرة نجاد البلد وقائلين: "اعقدوا المؤتمر في منطقة أخرى، لا نريد أحمدي نجاد هنا. الشبيحة في سوريا يقتلون الأطفال".

مقطع مرئي للحادثة:

https://www.youtube.com/watch?v=NGnxgMsAbGY

وعقب انتهاء المؤتمر في مدينة بورصا غادر نجاد المدينة قاصداً إسطنبول لحضور ندوة تم عقدها في المركز الثقافي لبلدية "أسان يورت" بعنوان "كفاح السيدة زينب في ظل إنشاء الوحدة الإسلامية" وكان أغلب الحضور من أبناء المذهب الشيعي.

وخلال خطاب نجاد في الندوة وقف شاب تركي أيضاً يبلغ من العمر 16 سنة وصرخ بصوت عالٍ قائلاً: "إيران القاتلة، ارحلي من سوريا" ومُكبّراً بصوت عالٍ وسط الحضور. وردّاً عليه قام الحضور بمهاجمته وضربه ضرباً قاسياً مما أدّى لإصابته بجروح وكسر عظمين من قفصه الصدري.

وأثارت الحوادث المتعاقبة هذه غضب المواطنين الأتراك في مختلف المدن التركية وتصدّرت الأنباء جميع الصحف التركية ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خاصة "تويتر" و"فيس بوك".

وانتقد معظم الصحفيين والكتاب الأتراك خطوة حزب السعادة بدعوة نجاد والوفد الإيراني المرافق له. وننقل لكم بعض التعليقات التي نشرها بعض أصحاب الرأي من المفكرين والصحفيين ورجال الدين حيال هذه القضية:

"لقد التقى أحمدي نجاد بكل الخونة ومؤيدي الأسد والشبيحة المتواجدين في بلدنا"

"لقد كُسرت عظمتين من القفص الصدري للشاب المتظاهر ضد أحمدي نجاد. لعنة الله عليكم."

"لقد تم ضرب الشباب المتظاهرين ضد أحمد نجاد خلال مؤتمر إحياء ذكرى وفاة أربكان."

https://twitter.com/TevhidiGundem/status/571678248318464000

"أندد بفعل كل من قام بضرب الشابين المؤيدين للثورة السورية والمتظاهرين ضد أحمدي نجاد وأقول سحقاً لمن فعل هذا."

"أندد الشبيحة المحليين الذي ضربوا أخانا الصارخ بالحقيقة أمام أحمدي نجاد، وأندد ببلدية حزب العدالة والتنمية في أسان يورت"

"من يدعو أحمدي نجاد هذا العام، هل يدعو الأسد أيضاً العام القادم؟"

"لقد قمنا بزيارة الشاب الذي صرخ في وجه أحمدي نجاد "ارحلي من سوريا يا إيران القاتلة"

وتعليقاً على الأحداث الأخيرة قال الكاتب التركي "عبد القادر شان" في بيان له على صفحته الرسمية في الفيس بوك: "إن اللوبي الشيعي في طريقه لتحويل حزب السعادة إلى شبيحة له. إن هذا الشعب (التركي) يعطي لعديمي البصيرة ومؤيدي الأسد مثلكم (حزب السعادة) نسبة أصوات 2.5% كزكاة فقط. برأيي يجب على الشعب أن لا يعطيكم حتى هذه النسبة. إن حزب السعادة شريك للأسد في جرائمه كلها. أرجو من الله أن يرزق الأشخاص الذين يدعمونه بكل ثقة، رؤية الحقيقة".

وكانت النقطة التي جذبت الاهتمام أكثر من كل شيء هي لقاء أحمد نجاد بالجعفريين والعلويين المؤيدين لنظام الأسد، ولقاؤه بـ "سيف الله كيلتش" أحد اهم أصدقاء "علي كيالي/معراج أورال" المسؤول عن مقتل مئات الأبرياء من الشعب السوري تحت دعوى "المقاومة الوطنية"، ويُعرف كيلتش بمشاركته في الحرب في سوريا إلى جانب كيالي والصور التالية تؤكد ذلك.

صور من استقبال ابن أربكان "فاتح أربكان" لأحمدي نجاد

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس