ترك برس-الأناضول

روى شكري أنوروف أحد أتراك الأهيسكا، معاناة قومه خلال نفيهم من قبل الحكومة السوفيتية من منطقة تحمل اسمهم جنوب غربي جورجيا إلى آسيا الوسطى عبر قطارات، في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 1944.

وكان أتراك الأهيسكا، يقيمون بمنطقة تحمل أسمهم وتقع اليوم ضمن حدود جورجيا، حيث قامت الحكومة السوفيتية بزعامة جوزيف ستالين بنفيهم عبر عربات القطار المستخدمة في نقل الفحم إلى دول آسيا الوسطى، قبل 76 عاما.

وأوضح أنوروف (87 عاما) والمقيم حاليا في أوكرانيا، أنه كان في سن الثانية عشر حينما داهم الجنود المدججين بالأسلحة منزلهم خلال ساعات الفجر وكسروا الأبواب والنوافذ وأجبروا ساكنيه على الخروج منه.

ولفت أنهم لم يتمكنوا في البداية من معرفة ما كان يحدث لأنهم لا يتقنون اللغة التي يتحدث بها الجنود إلى أن أخبرهم آخرون بأنهم سينفون من منطقتهم.

وقال: "أخذنا معنا من ممتلكاتنا ما يمكن حمله وتركنا الكثير منها، وعقب ذلك قامت السيارات بنقلنا إلى محطة القطار تمهيدا لنفينا".

وأضاف: "وضعونا في عربات قطار بدون نوافذ كانت تستخدم لنقل الفحم، وسافرنا على متنها لمدة 19-20 يومًا في تلك الظروف القاسية ووصلنا إلى أوزبكستان، وعقب ذلك أجبرونا على الانتظار في سوق لمدة ثلاثة أيام ثم تم توزيعنا على القرى".

وذكر أنوروف أنهم عاشوا في منطقة وادي فرغانة بأوزبكستان دون أي مشاكل حتى عام 1990، مبينا أنهم اضطروا لمغادرتها بعد أحداث فرغانة (اضطرابات بينهم وبين الأوزبك).

ولفت أنهم اضطروا لترك المنطقة بعد تلك الأحداث، وهاجروا إلى دول مختلفة بينها كازاخستان وقرغيزستان وروسيا وأوكرانيا.

واختتم بالقول: "أسرتي أتت إلى مدينة نيكولاييف الأوكرانية. يسعدنا أن نعيش في أوكرانيا ولكن مكاننا هو تركيا، ونود العيش فيها يومًا ما".

ويقدر عدد أتراك الأهيسكا، الذي يعيشون خارج موطنهم الأصلي بـ 500 ألف شخص، يعيش منهم 20 ألفا في الولايات المتحدة الأمريكية.

واستقر عدد كبير منهم في منطقة وادي فرغانة بأوزبكستان، إلا أن حوالي 100 ألف منهم اضطروا إلى ترك المنطقة، بعد اضطرابات بينهم وبين الأوزبك عام 1989، وهاجروا إلى دول مجاورة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!