روشن تشاكر – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

أول من تحدث عن انتخابات مبكرة هو دولت بهتشلي رئيس حزب الحركة القومية وذلك ليلة الإعلان عن النتائج غير الرسمية لانتخابات 7 حزيران، بعد ذلك تحدث اردوغان عن الموضوع وأطلق عليها اسم "انتخابات مكررة".

نسمع بين الحين والآخر من المحيط المؤيد لحزب العدالة والتنمية وكذلك من مسئوليه والمقربين من اردوغان تعليقهم حول إمكانية حصول انتخابات مبكرة بقولهم "ولمَ لا؟"، لكننا في المقابل لا نرى الضوء الأخضر بنفس الوضوح من الأحزاب الأخرى مثل حزب الشعوب الديمقراطي ولا من حزب الشعب الجمهوري تحديدا.

هل من الممكن أن يكون اردوغان وحزب العدالة والتنمية يريدون انتخابات مبكرة فعليا؟ ربما يعتقد المسئولين في حزب العدالة والتنمية أنّ الناس سيتوجهون إليهم في حال عدم إمكانية تشكيل حكومة توافقية بحثا عن "الاستقرار"، ومن جهة أخرى، ربما يعود جزء من الذين خرجوا من حزب العدالة والتنمية بسبب قاعدة الثلاث فترات، ربما يعودون إلى قوائم الحزب كمرشحين في الانتخابات المبكرة.

خطر أكبر من كونه فرصة

الانتخابات المبكرة أو المكررة هي خطر كبير على اردوغان وحزب العدالة والتنمية، لأنه لن يكون أمامه سوى خيار واحد أو فرصة وحيدة، وهي ضرورة حصوله على عدد مقاعد كافٍ تمنحه من تشكيل الحكومة لوحده، لكن إذا أنتجت الانتخابات نتائج مقاربة لنتائج 7 حزيران، فسيكون العدالة والتنمية قد فقد الكثير، وضاقت أمامه السبل.

لكي يحصل حزب العدالة والتنمية على عدد مقاعد كافٍ ليشكل الحكومة لوحده، عليه أنْ يستعيد أصوات الأكراد مجددا كي لا يتجاوز حزب الشعوب الديمقراطي نسبة الحسم، لكن إمكانية استعادة ثقة الناخب الكردي في فترة زمنية قصيرة جدا مثل هذه، تقرب من الاستحالة.

والخيار الآخر، هو أنْ يحصل حزب العدالة والتنمية على أصوات كبيرة جدا من المؤيدين والناخبين لحزب الحركة القومية، كي يحصل على عدد مقاعد كافٍ ليشكل الحكومة لوحده، وإمكانية ذلك أمرٌ مجهول وغامض وصعب.

الهدف الأساسي هو حزب الشعب الجمهوري

في حال الذهاب إلى انتخابات مبكرة بهذه السرعة، فإنني أتوقع أنّ حزب الشعوب الديمقراطي وكذلك حزب الحركة القومية سيحافظان على الأصوات التي حصلا عليهما، فيما سيكون التغيير الكبير للأصوات التي حصل عليها كلا من حزبي العدالة والتنمية والشعب الجمهوري، ولهذا اعتقد أنّ الانتخابات المبكرة لا تلغي خيار الحكومة التوافقية.

ولهذا فإنني أعتقد أنّ اردوغان وحزب العدالة والتنمية يستخدمون حاليا كرت الانتخابات المبكرة من أجل استخدامها في مفاوضات تشكيل حكومة توافقية، وأمام العدالة والتنمية خياران لتشكيل حكومة توافقية: حزب الشعب الجمهوري، وحزب الحركة القومية، ولأنّ دولت بهتشلي رئيس الأخير يرغب بشدة في التوجه لانتخابات مبكرة، سيكون حزب الشعب الجمهوري هو الهدف الأساسي الذي يسعى اردوغان والعدالة والتنمية لتشكيل الحكومة التوافقية معه.

عن الكاتب

روشن تشاكر

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس