ترك برس

انطلقت في إسطنبول، السبت، أعمال معرض حلال إكسبو الدولي بنسخته التاسعة والقمة العالمية للحلال، بمشاركة إسلامية ودولية واسعة.

المعرض المقام برعاية من الرئاسة التركية، تستمر فعالياته لغاية الأحد المقبل في مركز إسطنبول للمعارض بجانب مطار أتاتورك الدولي.

ويشارك في الفعالية أكثر من 500 شركة تركية وعالمية تمثل 40 دولة، وتُنتظَر مشاركة 40 ألف زائر للمعرض من خارج تركيا.

كما يشارك كبار المستثمرين في الصناعة ومؤسسات الرعاية الصّحية ووكالات السّفر والمستشفيات والخبراء، ويتضمن الحدث قمة الحلال العالميّة أيضاً، وعقد اجتماعات ثنائية مباشرة.

ويشهد المعرض مشاركة من الشركات من مختلف دول العالم، وتشارك الجاليات العربية ومنظمات المجتمع المدني العربية في المعرض. كما افتُتح معرض أوراسيا للسياحة الطبية بنسخته الأولى.

"يونس إتة" الرئيس التنفيذي لشركة Discover Events ورئيس مجلس قمة الحلال العالمية، قال في مقابلة مع "ديلي صباح" إنه "من المتوقع أن يساعد معرض الحلال 2023 وقمة الحلال العالمية التاسعة المقرر عقدها في الفترة من 23 إلى 26 نوفمبر/تشرين الثاني، تركيا على النمو لتصبح أكثر تأثيراً في سوق الحلال".

وأوضح إنه من خلال التركيز استراتيجياً على تنويع أسواقها ضمن رؤية "قرن تركيا"، تهدف البلاد إلى رفع صادراتها إلى 300 مليار دولار بحلول عام 2025، مضيفاً أن "سوق الحلال يمثل واحدة من أكبر الإمكانات لهذا الطموح".

وبالفعل فقد خطت تركيا خطواتٍ كبيرةً في قطاع الحلال، حيث احتلت مكانةً متقدمةً بين أكبر 20 مُصدّراً للمنتجات الحلال إلى جانب إندونيسيا وماليزيا، وفقاً لتقرير الاقتصاد الحلال الصادر عن منظمة التعاون الإسلامي.

وأشار "إتة" إلى أن الدولة الواقعة على مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا هي أيضاً واحدة من الدول الثلاث، إلى جانب إندونيسيا وماليزيا، التي لديها القدرة على إنتاج وتصدير أكثر من 20 نوعاً من المنتجات الحلال.

وتقدر قيمة سوق الحلال العالمي بأكثر من 7 تريليون دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 10 تريليون دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وأكد "إتة" أن إنفاق المستهلكين على الغذاء في الدول الإسلامية تجاوز تريليون دولار عام 2022، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 1.5 تريليون دولار بحلول عام 2026. مشيراً إلى أن هذا النمو يوفر نافذةً هامةً من الفرص للاستثمارات والصادرات بين دول منظمة التعاون الإسلامي.

وأضاف: "هناك طلب استهلاكي مرتفع على المنتجات الغذائية الصحية والحلال والعضوية"، لافتاً إلى أن دول منظمة التعاون الإسلامي تعتمد على الواردات في قطاعات الأغذية والأدوية ومستحضرات التجميل.

وقال إنه بالنظر إلى هذه الفرصة، تركز الشركات التركية على الاستثمارات في المنتجات المعتمدة كحلال، مضيفاً أنها تتخذ أيضاً خطواتٍ استراتيجيةً للغاية لإنشاء شبكة قوية في هذا السوق.

وشدد أيضاً على أهمية المعرض والجهود النشطة التي تبذلها وكالة اعتماد الحلال في البلاد، وتصوير الشعارات الرئيسية لمعرض هذا العام على أنها "أكبر معرض للحلال في العالم" و"بوابة الاقتصاد الحلال العالمي"، مسلطاً الضوء على الطلب القوي للغاية على معرض الحلال.

وقال إن الشركات المهمة في مجالات الأغذية وتكنولوجيا الأغذية ومستحضرات التجميل والأدوية والمنسوجات والأزياء المحتشمة، تظهر مستوىً عالٍ جداً من الاهتمام بالحدث كل عام.

وأشار إلى أن هذا العام، هناك أيضاً طلب جدي على العارضين من القطاعات المتعلقة بالتمويل الإسلامي والسياحة الحلال.

اعتماد منتجات الحلال

وفيما يتعلق باعتماد المنتجات الحلال ونطاق سوق الحلال، قال "إتة" إنه خلافاً للاعتقاد العام، فإن سوق الحلال يشمل أكثر بكثير من مجرد الطعام الحلال.

"عندما يُذكر سوق المنتجات الحلال فإن أول ما يتبادر إلى أذهان الناس هو صناعة المواد الغذائية، ولكن شهادة الحلال لا تقتصر على الغذاء، بل تنطبق أيضاً على الكريمات والمراهم التي تتلامس مع الجلد ومعجون الأسنان والملابس ومستحضرات التجميل". موضحاً أن السياحة الحلال تعتبر صناعةً مهمةً أيضاً، وأن تزايد طلب المستهلكين والمنافسة الدولية يؤديان إلى تقدم المزيد من الفنادق للحصول على الشهادة.

وأكد "إتة" أن الديناميكيات الناشئة في سوق التجارة العالمية تساعد على نمو الاهتمام بسوق الحلال، سواء في تركيا أو على المستوى العالمي.

موضحاً أن البحث عن بدائل للسلع الإسرائيلية والمقاطعة العالمية لهذه السلع قد وجهت الطلب نحو المنتجات المعتمدة كحلال: "أظهر الناس ردهم على الهجمات على غزة، وبدأوا في البحث عن بدائل للمنتجات الإسرائيلية، وركزوا على سوق الحلال. وقد أظهرت مبيعات المنتجات الحلال المعتمدة التي تتراوح بين الأغذية والنظافة والأدوية والمنسوجات، زيادة بنسبة تزيد عن 100% في الأسابيع الماضية".

وقال: "من الواضح أن سوق الحلال العالمية، التي تجاوزت بالفعل حجم الـ7 تريليون دولار، تواصل نموها بشكل أقوى مع الزخم الأخير".

وأوضح أن المعرض الذي يستقبل زواراً من أكثر من 100 دولة، يعد بمثابة منصة لممثلي الشركات ورجال الأعمال المؤهلين لاكتشاف منتجات جديدة وتوسيع شبكتهم وتنويع محفظتهم الاستثمارية.

وقال: "سيلتقي المشاركون لدينا بأكثر من 500 متخصص، خاصة من تركيا والشرق الأوسط وأوروبا الوسطى والغربية والبلقان وأفريقيا". مضيفاً أن المعرض، سيستضيف برنامجاً خاصاً للأعمال التجارية B2B، بدعمٍ من وزارة التجارة في الجمهورية التركية.

وذكر أن بطولة الطهاة الدولية يتم تنظيمها أيضاً بالتزامن مع المعرض والقمة منذ عام 2018، وأنه سيتم تنظيم الحدث هذا العام بشكل أكثر شمولاً.

"هذا العام سيشارك 1000 طاهٍ في البطولة التي ننظمها بالتعاون مع اتحاد الطهاة والخبازين والمنصة العالمية لجمعيات الطهي في الدول الإسلامية".

وشدد "إتة" على أنه إلى جانب المساهمة الاقتصادية المؤثرة للمعرض، فإن التقارب بين قادة سوق الحلال العالمي في إسطنبول له أهمية ليس فقط بالنسبة للاقتصاد ولكن أيضاً في تعزيز التبادلات السياحية والثقافية.

وأضاف: "كما أنه يزيد من جاذبية تركيا كوجهة صديقة للمسلمين".

واختتم قائلاً: "إسطنبول هي جوهرة تاجنا، وحقيقة انعقاد القمة العالمية التاسعة للحلال ومعرض الحلال العاشر لمنظمة التعاون الإسلامي 2023 هنا، يعزز مكانة مدينتنا كنقطة فعّالة عالمية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!