علي سيدام - يني شفق

هناك مفهومان مستخدمان في الحرب على غزة فيما يتعلق بإسكات صوت السلاح لفترة. فالجانب الإسرائيلي والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي الداعمة له يستخدمون مصطلح "هدنة إنسانية". أما الجانب الفلسطيني يستخدم مصطلح "وقف إطلاق النار"

وعلى الرغم من أن مصطلح الهدنة الإنسانية لا يوجد ما يعادله في القانون الدولي، إلا أنه يكشف بوضوح عن نية الدولة الإرهابية الإسرائيلية: "سأتوقف عن قتل النساء والأطفال والمسنين والمرضى لفترة من الوقت ثم سأستمر بنفس العنف"

ومن الممكن أن نفهم لماذا لا تستخدم إسرائيل مصطلح "وقف إطلاق النار" حيث تعلم جيداً أن وقف إطلاق النار شرط مسبق ونذير للسلام الدائم وهدفها النهائي يتمثل بتدمير غزة وطرد جميع الفلسطينيين المقيمين فيها من أراضيهم.

ليس من الضروري أن تكون عرافًا لاكتشاف ذلك. وليس من الضروري طرح مسألة الإيمان بأرض الميعاد كمبرر أو محاولة لفهم القضية بهذه الطريقة. لأنهم يعرضون خريطة تلك المنطقة على الشاشات بشكل دوري منذ عام 1948. فكل شيء واضح هناك. ومن الممكن أن نرى كيف تنفذ إسرائيل خطوة بخطوة «سياسة التوسع" كما يسميها الغرب

وليس عليك أن تكون خبيراً لترى الخطوة التالية في انتشار التوسع الإسرائيلي على الخريطة في تلك المنطقة فكل شيء واضح. هم يقولون دمروا غزة. أرسلوا كل الفلسطينيين إلى الجنوب أو الضفة الغربية. أسسوا أوسع هيمنة في المنطقة... ثم خططوا لمكان التوسع (على الأرجح إلى الشمال). لندع الغرب يدعمنا والدول الإسلامية المجاورة تراقب.

وبالتأكيد، كانت الفترة التي صمت فيها صوت السلاح مهم جداً. على الأقل أعطى سكان غزة بعض المجال للتنفس. وتم السماح لشاحنات المساعدات بالدخول. وشفاء بعض الجراح.

ورغم ذلك أزعجتني قضية واحدة... قضية التبادل... طبعا كلما زادت عملية تحرير وإنقاذ عدد أكبر من الفلسطينيين كلما كان أفضل... الاتفاق بين الطرفين 3 فلسطينيين مقابل إسرائيلي واحد... لكن من الضروري أن نرى العقلية القاسية والمهينة وراء هذا... وراء هذه الأرقام أن "3 فلسطينيين مقابل إسرائيلي واحد" ويجب تسجيل ذلك في دفتر حسابات إسرائيل الطويل.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس