جلال سلمي - خاص ترك برس

تُعرف الأسطورة على أنها قصة تصف الوقائع التاريخية عن طريق إضافة بعض الوقائع الخارقة للعادة والخيالية لإظهار أشخاص أو أقوام معينة على أنها فريدة وليس لها مثيل ويكون في العادة الهدف من الأسطورة هو إبراز لبعض الشخصيات والمعتقدات والفضائل والانتصارات لقوم أو فئة ما.

وتحظى كل قومية بالعديد من الأساطير المُمجدة والمادحة لها، وللقومية التركية أيضًا العديد من الأساطير التاريخية التي ارتبطت بتواريخ ووقائع معينة عاشتها القومية التركية خلال تاريخها الماضي وتتميز الأساطير التاريخية القومية بأنها تحتوي على وقائع تاريخية حقيقية ولكن أُضيف بعض التمجيدات والوقائع الخارقة للعادة لهذه الوقائع بهدف إعلاء شأن الشعب التركي عبر التاريخ.

وتنقسم الأساطير التاريخية إلى فترتين تاريخيتين:

فترة ماقبل الإسلام

كان الأتراك يعتقدون بالكثير من الاعتقادات قبل اعتناق الدين الإسلامي مثل الاعتناق بقداسة العناصر الطبيعية، الشمس، القمر... إلخ، وعبداتها والمجوسية والبوذية وغيرها الكثير من الاعتقادات التي ارتبطت بالأساطير التاريخية التركية، ويوجد عدة أنواع للأساطير التركية ماقبل الإسلام مثل:

ـ أساطير الأويغور: يُعتبر شعب الأويغور الشعب التركي الأول الذي ما زال يحتفظ بأصالته وبقائه إلى يومنا هذا حيث يعيش في شرق الصين في منطقة تُسمى "تركستان الشرقية"، ويوجد نوعين من أساطير الأويغور:

1ـ أساطير الهجرة: تصف سنوات الهجرة التي قام بها الشعب الأيغوري بعد انعدام الحياة والاستقرار في منطقة وسط آسيا وتصف هذه الأساطير قوافل الهجرة التي انطلقت تجاه مناطق الغرب والجنوب الغربي وتقدس هذه الأساطير بشكل خاص النجوم والشمس والقمر لاعتقاد الأويغور بأن هذه العناصر الطبيعية لعبت دورًا كبيرًا في مساعدتهم في التنقل.

2ـ أساطير الانبعاث: بعد انحلال الدولة الأويغوريّة وهجرة أغلب الشعب الأويغوري إلى مناطق أخرى تجمعت بعض القبائل بجانب بلاد الأناضول تحت ظل الدولة التركية الجديد "غوك تورك" وتتناول هذه الأساطير تقديس الذئب بشكل كبير لاعتقاد الأتراك في ذلك الوقت بأن الذئب هو من ساعدهم في اختيار المناطق المحاذية لبلاد الأناضول كبلاد استقرار جديدة وتتمتع هذه الأساطير بأنه الأساطير الأكثر تأثيرًا على العقلية التركية إذ يؤمن الكثير من الأتراك، في وقتنا الحالي، وبشكل جازم بأن الذئب هو من قربهم وأتى بهم لهذه المناطق.

ـ أساطير الحرب الكبرى: تتناول هذه الأساطير الحرب الكبرى التي حدثت بين الأتراك والإسكندر الأكبر في القرن السادس قبل الميلاد وتُعد هذه الأساطير من أكثر الأساطير المُمجدة للقومية التركية، ويرى علماء الفن والتاريخ بأن هناك العديد من الأمور المخالفة للوقائع التاريخية والمائلة للثناء على الشعب التركي وتمجيده في حربه ضد الإسكندر الأكبر.

ـ أسطورة ألب أر تونجا: أسطورة تتناول الحرب التركية الإيرانية التي حدثت ما قبل الميلاد، ويُعتبر ألب أر تونجا البطل التركي التاريخي لهذه الأسطورة وللحرب.

فترة مابعد الإسلام

وتتناول هذه الأساطير الوقائع التاريخية الشهيرة التي مر بها الأتراك بعد دخولهم الإسلام، ويمكن سرد هذه الأساطير بالشكل التالي:

ـ أسطورة سالتوق بوغرا: تتناول أسطور سالتوق بوغرا زعيم قبيلة كاراهان التركية سالتوق بوغرا الذي عمل بكل جهده على نشر الإسلام بين القبائل التركية بعد اعتناقه للإسلام مباشرة.

ـ أسطورة ماناس: تُعد أسطور ماناس الأسطور الأطول من بين الأساطير التركية، وتتناول الأسطورة الحرب الضروس التي مرت بين قبيلة كاراهان وكاراهيتاي التركيتين وذلك بعد قيام قبيلة كاراهان الإسلام على قبيلة كاراهيتاي ولكن الأخيرة رفضت الأمر الذي جعل نار الحرب تشتعل بينهما.

ـ أسطورة باطال غازي: تتناول هذه الأسطورة الحرب الطاحنة التي خاضها القائد التركي باطال غازي مع الإمبراطور البيزانطي لون في القرن الثامن للميلاد.

ـ أسطورة جينتش عثمان: كُتبت هذه الأسطورة من قبل الأديب العثماني قول مصطفى في القرن السابع عشر للميلاد، وتناولت الأسطورة البطولات العظيمة للجندي الإنكشاري عثمان في الحروب العثمانية ضد البلاد الأوروبية.

ـ أسطورة القوى الميلية: الميلية بمعنى القومية، كُتبت هذه الأسطور من قبل الأديب التركي ناظم حكمت عام 1939 ويصف خلالها حرب التحرير التي خاضها الشعب التركي ضد قوى الاستعمار ما بين 1919 إلى 1922.

ـ أسطور جناق قلعة: جناق قلعة هي مدينة تقع جنوب غرب تركيا، حدثت على ضفاف مضيقها "مضيق البسفور الذي يبدأ منها" وسواحل بحرها "مرمرة" أكثر الحروب ضراوة في تاريخ الدولة العثمانية وسطر المجاهدون العثمانيون في هذه الحرب أروع الأمثلة المثالية في التضحية والبسالة والصمود ونجحوا في صد جميع القوات المعتدية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!