أورهان مير أوغلو - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

نعيش اليوم أيام بداية النهاية لحزب العمال الكردستاني، وذلك بسبب خوضه معارك وأجندات الآخرين، ومن أمثلة ذلك ما قام به حزب العمال الكردستاني وحزب الشعوب الديمقراطي من اتفاقات وتفاهمات مبنية على مبدئ الفائدة للكل مع نظام البعث السوري.

إن أكثر من يستفيد من اتفاقيات نظام الأسد مع حزب العمال الكردستاني هو الأسد نفسه؛ فهو يستخدم حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية كقوة داعمة له على أرض الميدان، فيستخدم الدم الكردي كوقود يعيد الحياة لما تضرر من جبهاته ضد المعارضة السورية والجيش الحر، وبهذا يكون الأسد قد استخدم عدالة القضية الكردية من أجل إنعاش وتقوية الإرهاب من جديد.

ويمكننا فهم الأحداث حسب ما أوضح إليزا ماركوس في كتابه الذي تحدث فيه عن حزب العمال الكردستاني، فبعد القبض على الزعيم والقائد المؤسس عبد الله أوجلان بدأ الحزب في تدخين سيجارته بالعكس، فبات الآلاف من الشباب الكردي المحارب يضعون أيديهم بأيدي السفاح الدكتاتور بشار الأسد. فهل أصبحت دعوى الحرية التي يقاتل من أجلها محاربو وحدات حماية الشعب الكردي هي بالقتال مع أظلم جيوش الأرض؟

وفي نفس السياق نرى بوتين وهو يدعو وحدات حماية الشعب إلى الانضمام والانخراط في الجيش السوري، ثم كانت زيارة قيادات في وحدات حماية الشعب الكردي لروسيا بعد الأسد، كما وظهرت هذه النوايا جلية في لقاءات متكررة على شاشات التلفاز لبعض القيادات في التنظيم تظهر رغبتها بالانضمام لقوات الأسد. وتعمل وحدات حماية الشعب الكردي هذه الأيام من أجل ضمان وتأمين الجانب الروسي مثلما أمّنت جانب الأسد من قبل.

احفظوا هذه الكلمات... فمثلما نرى اليوم تلك القوى وهي تسعى جاهدة من أجل جمع وحدات حماية الشعب الكردي مع نظام الأسد سنرى في الانتخابات القادمة نفس هذه القوى وهي تحاول جمع حزب الشعوب الديمقراطية مع الحزب الجمهوري.

لقد سعت محادثات السلام إلى دفع حزب الشعوب الديمقراطي ومن ورائه حزب العمال الكردستاني إلى ترك السلاح؛ لكن كل من الحزبين السابقين أبا هذا الخيار ونحّى عبد الله أوجلان عن حسابات الساحة السياسية، ليجعلوا من بعدها حزب العدالة والتنمية والرئيس أردوغان هدفا لهم بعد إعلان إنهاء مباحثات السلام؛ ليتوافقوا بهذا مع المساعي الدولية من الأسد وإيران حتى الغرب الذي لا يريد خيرا لهذه البلاد. وسعى حزب العمال الكردستاني إلى الابتعاد عن الحلول الديمقراطية والعمل على نشر الفوضى باسم الثورة والدفاع عن الحرية، فهل نجحت هذه الخطة؟ لا لم تنجح بسبب إعراض الشعب والحاضنة الشعبية عن الحزب وأفعاله.

لقد فقد حزب العمال الكردستاني الكثير من قوته العسكرية، وأضحت تهديداته وتضحياته هباء منثورا. وسيرفض أكراد سوريا تحالف وحدات حماية الشعب الكردي مع الأسد. وفي الوقت الذي يسعى في الكماليين والبعثيين للتحالف مع حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب يرى حسن بولنت كهرمان بان الحل يكون باتفاق بين الأكراد وحزب العدالة والتنمية.

عن الكاتب

أورهان مير أوغلو

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس