ترك برس

اعتبر محللون وخبراء، وصول الطائرات الحربية السعودية إلى قاعدة إنجرليك التركية بولاية أضنة جنوبي البلاد، "تؤكد جدية نوايا التدخل، مشيرين في الوقت ذاته، إلى "أنها لا تزال ورقة ضغط على روسيا لتقبل بالتسوية السياسية"، وتسائل البعض فيما إذا كان قد بقي لدى أحد شك في التحالف السعودي التركي وأن عاصفة الحزم السورية آتية لا تراجع فيها".

وتوقّع بعض المحللين، أن يتركز التدخل التركي السعودي المرتقب في سوريا، "في شرق حلب والرقة والحسكة ودير الزور، لتجنب الاحتكاك بالروس في منطقة الإشتباك الوسطى"، موضحين أن "الخليج ربط روسيا بصفقات كبيرة بعد فرض العقوبات ولذا تراهن السعودية على عدم تدخل روسيا في اليمن وعدم تعنتها في سوريا إلا أن الاحتمالات مفتوحة".

الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي يرى أن المملكة العربية السعودية لو لم تكن قادرة على التدخل بريا في سوريا لما أعلنت عن ذلك، ولما أعلن العميد أحمد العسيري مستشار وزير الدفاع عن أن هذا القرار لا رجعة فيه، وأضاف أن تركيا مستعدة لذلك أيضا، في ظل غطاء من التحالف الدولي لمكافحة "الإرهاب"، وذلك خلال مشاركته في برنامج "حديث الثورة" على قناة الجزيرة القطرية.

من جانبه قال المفكّر الموريتاني، أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان بكلية قطرللدراسات الإسلامية، محمد مختار الشنقيطي، إن "دخول قوات تركية - سعودية - قطرية إلى شمال سوريا ضرورة لوقف المذبحة ضد الغالبية السنِّية العربية، وعدم قطع الصلة بين تركيا وسوريا بحاجز علوي - كردي"، مشيرًا أن "الحرب السورية في خواتيمها، ويحتاج الثوار من الآن فصاعدا الحكمة السياسية أكثر من الشجاعة العسكرية، ليضمنوا تحقيق الغايات وعدم ضياع التضحيات".

وأشار إلى أن "الأتراك أعمق فهما للنفاق الغربي، وأقدر على تحقيق مصالحهم عبر تحالفات غربية دون انخداع .. يحتاج أصدقاء أميركا من الدول العربية أن يتعلموا منهم".

بدورها أشارت صحفة شؤون استراتيجية المعروفة في موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، إلى أن تركيا والسعودية لهما هدفان في سوريا، فالأولى تريد إجهاض قيام دولة كردية والثانية تريد عدم عودة سوريا للحلف الإيراني ولذا تركز على رفض الأسد"، وأن "تركيا فشلت في اقناع أمريكا بتبني التدخل في سوريا كغطاء لها إلا أن فكرة التحالف الإسلامي قد توفر غطاء للتدخل لحفظ المصالح بغطاء حرب الإرهاب"، متوقعة يبدأ التدخل السعودي التركي في سوريا بحملة جوية لدعم صمود الثوار في الشهور الأولى ريثما يتم تجهيز قوات سورية على الأرض كما حصل في اليمن.

https://twitter.com/Strateeeegy/status/698562862118264832

وأكد العميد الركن، أحمد عسيري، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، في تصريحات لقناة العربية السعودية أمس، انتشار قوات جوية سعودية بطواقمها في قاعدة "انجرليك" التركية، في إطار التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، وكشف "أن هناك إجماع من قبل قوات التحالف لبدء عمليات برية في سوريا، والمملكة ملتزمة في هذا الإطار"، وبين أن هناك خبراء عسكريون سيجتمعون خلال الأيام القادمة لبحث "التفاصيل والخطط العملياتية والتكتيكية".

وقال عسيري، إن وجود قوات جوية سعودية في قاعدة إنجرليك "يأتي ضمن مخرجات اجتماع التحالف الدولي محاربة داعش في بروكسل، والذي ذكرت فيه المملكة أنها ستكثف الجهود الجوية لمحاربة داعش، وهذا الانتشار يأتي في طار ترجمة ما تم الاتفاق عليه"، واعتبر أن "إعادة الانتشار بهذه السرعة يؤكد على قوة واحترافية القوات الجوية السعودية".

ونفى المسؤول نفسه، وجود قوات برية سعودية في تركيا، موضحاً أن "القوات المتواجدة الآن عبارة عن طائرات تابعة للقوات الجوية الملكية الجوية السعودية، بطواقمها، لتكثيف العمل الجوي، إضافة إلى ما تقوم به المملكة من مهام مستمرة من خلال القواعد الجوية السعودية في الأراضي السعودية".

وبيّن أن انتشار القوات الجوية السعودية في تركيا، يأتي في إطار التحالف الدولي لمحاربة "داعش" ، وليس في إطار اتفاقات ثنائية، وفي هذا الصدد، قال: "لا يوجد اتفاقات ثنائية في إطار التحالف ضد داعش، جميع الجهود في هذا الجانب تأتي تحت مظلة التحالف بقيادة أمريكا، وتركيا والمملكة عضوان فاعلان في هذا التحالف، ولديهما عمل جاد ومتصاعد، وبالتالي قاعدة أنجرليك وُضعت تحت تصرف التحالف الدولي".

وكان وزير الخارجية التركي قد صرّح مؤخرًا أنّ بإمكان تركيا أن تشارك في العمليات البرية، إن كانت هناك استراتيجية واضحة يتبناها ويدعمها المجتمع الدولي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!