رداد السلامي - خاص ترك برس

قلت في تعليق على قناة "تي آر تي" التركية العربية وهم يعيدون نشر تصاريح وزير الخارجية التركي التالي: "⁦لا تركنوا إلى أمريكا أو على تصريحاتكم التي غدت كثيرة وعديمة التأثير، لقد أضعتم عنصر المبادرة منذ سنتين على الأرجح، وكانت فرصتكم لضربة قوية في سوريا، الآن أنتم هدف كل القوى،⁦ هذه التصريحات لم تعد نافعة أمريكا وروسيا حلفاء مع الشريك الإيراني وهدفهم بناء سوريا المقسمة التي تعزل تركيا عن عمقها العربي والإسلامي وتفككها ربما".

"قلت لسفيركم في صنعاء عام 2014م بادروا في سوريا لا تتأخروا، لكنه لم ينقل لكم رسالتي حين لمحت له أن إيران تستفيد من الدب الروسي. أمريكا تقود مخططًا استراتيجيًا لجعلكم ضعفاء وتابعين حتى ولو كان ثمن ذلك تمكين روسيا وإيران والأكراد الإرهابيين".

"تخطيطكم الاستراتيجي أعيق بشكل جيد، فقط يتم الان هندسة وضعية سوريا من خلال مجموعة من التغييرات الديموغرافية والجغرافية والسياسية، وإنشاء تقسيمات و"كانتونات" متصارعة سيكون الثقل الأكبر في سوريا للقوى التي تهدد تركيا وهذا مؤكد، إذا فقد انقلبت نظرية "صفر مشاكل" إلى طوق محكم من المشاكل المختلفة التي كما يبدو جرى تصميمها لمواجهة تركيا باستمرار وإبقائها في العزلة وإضعاف طموح قبولها في الاتحاد الأوروبي من خلال عزلها عن عمقها الإسلامي قوس نفاذها في أوروبا…".

"لم تكونوا عند مستوى النظرية التي صاغها عقلكم الاستراتيجي وهناك ضعف في التحليل الاستراتيجي مستند إلى قناعة مفادها: أن الأهم هو الحفاظ على مكاسبنا الاقتصادية والسياسية وأمننا القومي وفق مفهوم "أتاتورك" التي سوف تتآكل تدريجيا بفعل التغييرات الحاصلة والقوى التي تسعى إلى منع بروز قوى تنافسها في الهيمنة وصنع مستقبل السياسات الدولية، مكتفية بتبادل أدوار الهيمنة لأن ذلك أضمن لمصالحها المشتركة ،كما تجمعها قيم دينية مسيحية وحدتها مخاوف عودة القوة الاسلامية المنظمة".

يمكن تغيير المعادلات إذا تم تدخل إسلامي قوي ومنظم بقيادة تركيا والسعودية مُصادِم لإرادة الأقوياء دوليا ومستعد لتحمل تبعات المجازفة بنفس طويل، وهذا كما يبدو خيارا أفضل ومر، لكنه مستبعد فلم نعد في زمن الرسول الأعظم حين كان يخطط ويعزم ليغير بذلك مسار التاريخ برمته.

عن الكاتب

رداد السلامي

صحفي يمني


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس