محمد أجيت – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس

في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي وفي لقاء لنا مع أحد الدبلوماسيين الكبار في الحكومة تطرقنا في حديثنا إلى السعودية، إذ حذر الدبلوماسي من مخاطر ستحدث في بلاد الحرمين، وقال وهو يعض قليلا على أسنانه ويهز رأسه "راقبوا ما سيحدث في المملكة العربية السعودية خلال الشهرين القادمين إذ سنشهد أحداثا ووقائع كبيرة سيصل فيها الحال إلى أن يحاول بعض الأطراف الانقلاب على السلطة الحاكمة هنالك".

منذ ذلك اليوم والأحداث والوقائع تتكشف تباعا حتى وصل الأمر إلى حادثة إعدام 47 شيعي في 2 كانون الأول/ يناير من العام الجاري كانوا قد خططوا لينقلبوا على الاسرة الحاكمة، وفي تطورات هذا الحدث قامت طهران وبأيدي المتظاهرين بإحراق السفارة السعودية فيها، لتحتدم الأزمة على إثرها بين البلدين وتتعقد معها علاقاتهما الدبلوماسية.

رفع الحماية الأمريكية عن السعوديين

هل كانت إيران هي من خطط للانقلاب في المملكة العربية السعودية؟ الجواب هو نعم ولا. إذ أن السبب الحقيقي وراء ما حدث هو فلسفة "فرق تسد" التي يتم اتباعها لإشعال الفتنة والفرقة المذهبية بين السنة والشيعة من أجل إضعافها على حد سواء في المناطق الإسلامية. وفي إثر هذه الاحداث تواصلت أنقرة مع المملكة وعلمت أن السبب الحقيقي لما يحدث هو رفع الحماية الأمريكية عن العائلة المالكة في السعودية. ولو تساءلنا عن سبب كل هذا لكان الجواب هو: محاولة الضغط على القطب السني في العالم الإسلامي بفتح المجال ودفع القوة الشيعية، وكانت السعودية هدفا آخر في ضوء هذه الاستراتيجية.

ربيع العلاقات الثنائية بين تركيا والسعودية

كانت العلاقات السعودية التركية سيئة إبان اندلاع الربيع العربي؛ بسبب خوف العائلة المالكة على كرسيها بأن تؤثر تركيا على استقرارها كما دعمت في حينها ثورات الربيع العربي، فأبقت بسبب ذلك مسافة بينها وبين تركيا، لكن ومع انحسار هذا الربيع انتهت فترة الحرب الباردة التي كانت تحكم العلاقة بين البلدين، ومع انكشاف اللثام عن الانقلاب الشيعي كما أوضحنا سابقا عادت العلاقات لتزهر وتتفتح من جديد، ووصل الحال إلى عقد تعاون مشترك بين البلدين على كافة الأصعدة في زيارة رئيس الجمهورية أردوغان في مطلع العام الجاري، وتحسنت العلاقة بين البلدين حتى بتنا نرى أردوغان يخرج بنفسه ليستقبل الملك سليمان بن عبد العزيز في المطار بأنقرة. وفي ضوء ذلك نرى أن البلدين يتفقان على التقاط التالية:

- تتفق المملكة العربية السعودية مع الجمهورية التركية في الملف السوري وفي دعمهم للمعارضة إلا في بعض التفاصيل الدقيقة.

- كما ويتفق البلدان في رفضهما للأطماع التوسعية الإيرانية في المنطقة.

- زيارة الملك سليمان لمصر ولقائه برئيس الانقلاب السيسي قبل حضوره إلى أنقرة. فهل أحضر معه رسائل مصرية؟ الجواب على الأغلب وهو نعم، وسنرى في الأيام القادمة ماذا ستحمل تلك الرسائل.

في سياق كل ما سبق نعيش أيضا هذه الأيام اجواء القمة الإسلامية المنعقدة في إسطنبول، حيث سيمثل مصر وزير خارجيتها، والأرجح أن يستمر كل من رئيس الجمهورية أردوغان ورئيس الانقلاب السيسي في إبقاء مسافة بينهما.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس