ترك برس

يعد المدرب التركي فاتح تريم، المولود عام 1953 في أضنة، من أنجح المدربين الذين مروا بتاريخ الكرة التركية، تريم اسمه المستعار هوİmparator، وهي كلمة تركية تعني بالعربية "الإمبراطور"، هذا هو اللقب الذي اقترن بفاتح تريم، كما يستخدم على نطاق واسع في إيطاليا في إشارة إلى سلطان التدريب التركي.

وقد أجرى الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصائيات كرة القدم مسحًا في 80 بلدا، وضعت فاتح تريم بين أفضل ثمانية مدربين في العالم، وحصل تريم على الجائزة في حفل أقيم في روتنبورغ، في ألمانيا في 8 يناير/ كانون الثاني 2001، وفي العام 2008 كان تريم في المرتبة 7 كأفضل مدير كرة القدم في العالم من قبل مجلة العالم لكرة القدم.

بدأ تريم مهنة التدريب عندما عين مدربا لنادي أنقرة غوجو، حيث تولى تدريب فريق النادي لمدة 18 شهرا وانتقل بعد ذلك إلى التدريب في إزمير واستمر فيها لسنة واحدة، ولم يكن لديه أي نجاح ملموس مع هذه الفرق.

في عام 1990 تم تعيينه مساعدا لمدرب منتخب تركيا لسيب، بعد أن شغل منصب مساعد المدرب لمدة ثلاث سنوات، عين مدرب المنتخب الوطني التركي في عام 1993. وبعد ثلاث سنوات، نجح في قيادة المنتخب الوطني التركي إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية 1996 للمرة الأولى في تاريخه تحت إدارته، وعلى الرغم من أن المنتخب الوطني لم يؤدّ بشكل جيد في هذه البطولة وخسارته جميع المباريات وعدم تمكنه من تسجيل حتى هدف واحد، فقد عُدّ التأهل للبطولة إنجازا كبيرا لكرة القدم التركية.

بعد نهائيات كأس الأمم الأوروبية عام 1996، انتقل فاتح تريم لتدريب نادي غلطة سراي التركي وقاده للفوز ببطولة الدوري التركي لمدة أربع سنوات متتالية، وحقق معه أهم إنجاز للكرة التركية على مستوى بطولات الأندية الأوربية من خلال التتويج بكأس الاتحاد الأوروبي عام 2000 بعد الفوز في النهائي على نادي أرسنال الإنكليزي بركلات الترجيح، وفي نفس العام تمكن من تحقيق لقب ثاني بعد الفوز على ريال مدريد بهدف نظيف ليتوج غلطة سراي بلقب كأس السوبر الأوروبي.

وبعد النجاح اللافت مع غلطة سراي انتقل تريم لتدريب نادي فيورنتينا الإيطالي بعقد لمدة سنة واحدة في موسم 2000-2001، وحقق تريم مع فيورنتينا نتائج هامة بفوزه على آي سي ميلان 4-0، وتعادله مع يوفنتوس 3-3، والقضاء على ميلان 4-2 بركلات الترجيح للوصول إلى المباراة النهائية لكأس إيطاليا، ومع ذلك، في منتصف موسم 2000-2001، تريم أعلن أنه لن يمدد عقده مع النادي بسبب رفض إدارة النادي بإجراء تعاقدات لتحسين مستوى الفريق، بعد تراجع الفريق بشكل ملحوظ، واستمراره في اشتباكات مع رئيس النادي حثه على الاستقالة قبل نهاية الموسم. وقد أشاد نجم كرة القدم الرومانية جورجي هاجي بالعمل الذي قيام به تريم في فيورنتينا خلال خمسة أشهر والنتائج الجيدة التي حققها الفريق تحت قيادته.

في صيف عام 2001، عين مدربا لميلان الإيطالي بعد رفضه عروضا من أندية أخرى مثل برشلونة ونادي ليفربول، ودرب فريق ميلان لمدة 5 أشهر فقط لعب تحت قيادته لاعبين كبار أمثال مالديني، وروي كوستا وكافو.

في صيف عام 2002 عاد إلى غلطة سراي التركي، وبعد الخسارة أمام منافسه اللدود فنربخشة 6-0 في مناسبة واحدة، قدم تريم استقالته، وفضلّ الحصول على راحة من التدريب وانهالت عليه عروض التدريب من عدة أندية إيطالية أهمها لكنه رفض كل العروض المقدمة له.

وعاد لتدريب منتخب تركيا في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2008، وحقق معه إنجازًا خالدًا على مستوى مشاركة تركيا في النهائيات الأوروبية بعد وصول منتخب تركيا للدور النصف النهائي والخروج الصعب أمام منتخب الماكينات الألمانية ليخرج أبناء تريم من البطولة بأداء مشرف نالوا به إعجاب كل المراقبين.

ويأمل تريم في تكرار الإنجاز أوروبيًا مع منتخب تركيا عندما تلعب تركيا تحت قيادته في مجموعة صعبة في نهائيات اليورو 2016 المقررة الصيف القادم في فرنسا، وقد وقعت تركيا في مجموعة صعبة أطلق عليها مجموعة الموت، حيث ضمت إلى جانب تركيا كل من إسبانيا بطلة النسختين الماضيتين وجمهورية التشيك وكرواتيا، وقد أكد المدير الفني للمنتخب التركي لكرة القدم، فاتح تريم، في تصريحات صحفية لفرانس فوتبول أن هذه المجموعة تعد "مجموعة الموت" ولكنه أكد في الوقت ذاته أنه لا يهاب أحد, وأضاف تريم: "لا أعرف معنى كلمة الخوف في حياتي، دائما ما أنقل معنى الشجاعة للفريق الذي أتولى قيادته".

فهل يواصل تريم تألقه مع المنتخب التركي, ليؤكد كما يراه معظم مشجعي المنتخب التركي بأنه أسطورة وسلطان المدربين الأتراك، وهل يكون بحجم الآمال المعلقة عليه وعلى لاعبي منتخب تركيا، من قبل الأتراك، وبعض الجماهير العربية التي تعد المنتخب التركي ممثلًا لها في البطولات الأوروبية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!