ترك برس

أفاد الكاتب الصحفي جمال سلطان، رئيس تحرير صحيفة المصريون، أن ما صرّح به وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، حول مصر وهشاشة نظامها الحالي، لم يأت بجديد، وإن كانت اللغة فجة وجارحة، فالعالم كله ينظر بقلق لما يحدث في مصر، وحتى حليفها الأساس الرئيس الروسي بوتين صرح قبل أيام بأن الأوضاع في مصر لا تسمح بالاطمئنان لعودة مواطنيه السياح لها.

جاء ذلك في مقال له بعنوان "عاصفة تصريحات وزير الخارجية التركي ضد مصر"، أشار خلاله إلى تصريحات جاويش أوغلو التي أدلى بها أثناء زيارته إلى الإمارات العربية المتحدة، وقال فيها "مصر اليوم تحت قيادة الرئيس السيسي ليست قوية وغير مفيدة لأحد، فهي هشة جدا ومن الممكن أن تنهار في غياب الدعم الإقليمي لها من دول أخرى. ونحن لا نريد هذا. شعب مصر هم إخواننا. نحن نعلم أهمية مصر، ولكن الصورة اليوم لا تعزز هذا، وأضاف "أن العالم العربي وأفريقيا وفلسطين يحتاجون لأن تكون مصر مركزا قويا في المنطقة".

وأوضح سلطان أن التصريحات كانت مباشرة وصادمة وأثارت غضبا واسعا في الحكومة المصرية، ومما أضاف المزيد من الإثارة على تصريحات أوغلو أنها صدرت في العاصمة الإماراتية، أبو ظبي، والتي تمثل الحليف والداعم الرئيسي والأهم لحكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو ما سبب حساسية مصرية أعلى في التعليق الغاضب، كما أن صدور هذه التصريحات في العاصمة الإماراتية أعطى إشارة واضحة إلى أن هذه هي أجواء الحوار التركي الإماراتي في ما يتعلق بالشأن المصري الحالي.

ولفت إلى أن "الخارجية المصرية ردت بعنف على تصريحات وزير الخارجية التركي ، وقال المتحدث الرسمي معلقا : (تلك التصريحات تعبر عن الحالة النفسية التي يعاني منها المسئولون الأتراك بعد ثورة 30 يونيو)، وأضاف المستشار أحمد أبو زيد: (مثل هذا التقييم المغرض ما هو إلا ضرب من الخيال لا يمت للواقع بصلة وأنه من الأجدى أن يهتم المسئولون الأتراك بالأوضاع السياسية في بلادهم، وعلاقات تركيا مع جيرانها ودول العالم، وحالة العزلة التي تعاني منها تركيا)".

وأضاف سلطان، "بطبيعة الحال، تركيا لا تعيش عزلة، بل إن القيادات الأوربية والعربية والآسيوية تصل بصورة شبه أسبوعية إلى اسطنبول وأنقره، كما أن اجتماعات عالمية تتم هناك وآخرها مؤتمر القمة الإسلامية الذي اعتبر الأفضل في تاريخ المنظمة، وتركيا عضو في حلف الناتو، ولا يقاطعها في العالم كله سوى روسيا ونظام بشار الأسد، ولذلك فهم من رد الخارجية المصرية أنه انفعالي ومتعجل ومرتبك، وافتقر للحكمة في الرد على التصريحات التركية، ويكشف عن قلق وخوف من أثر تلك التصريحات أكثر من كونه يكشف عن ثبات وقوة ديبلوماسية ومنطق سياسي مسئول".

ورأى أن "الانقسام الوطني في مصر ظاهر للجميع، مهما حاولنا في الداخل إنكاره، والانهيار الاقتصادي قاب قوسين أو أدنى، وبالفعل نعيش الآن على مساعدات الأشقاء العرب، سواء في الدعم المالي المباشر أو الدعم بالطاقة والوقود أو الدعم بالاستثمارات المباشرة، ولولا ذلك لكنا نعيش الآن كارثة حقيقية، ورغم كل هذا الدعم فالكل يدرك أننا ما زلنا قريبين من الخطر الشديد، وفي حاجة لمعجزة من أجل أن ننقذ اقتصاد هذا البلد، وأيضا هناك تقلص شديد لدور وقدرات مصر في المجال الإقليمي، حتى فيما يتعلق بمجال أمنها القومي الحيوي، والعجز في الموقف تجاه كارثة سد النهضة كاف بدون مزيد شرح، كما أن الشلل في القدرة على التأثير العميق في الملف الليبي واضح أيضا، وهناك الآن عشرات الوزراء والمسئولين الغربيين يفدون إلى العاصمة طرابلس لترتيب أوضاع ليبيا الجديدة دون وجود لوزير أو مسئول مصري واحد ، ناهيك عن الأوضاع العسكرية على الأرض، ودع عنك الملفات الخطيرة والمفصلية المفتوحة في اليمن والعراق وسوريا، والموقف المصري فيها هامشي للغاية، بينما تقود الأحداث هناك السعودية وقطر والإمارات وتركيا".

وخلص الكاتب المصري بالقول، إن "تصريحات وزير الخارجية التركي مؤلمة وفجة، هذا صحيح، ومن المفهوم الرد عليها والعصبية في الكلام، ولكن الأهم أن نتعامل مع "رؤية" الآخرين لنا بجدية كافية، فالمهم لك ما يراه الآخرون وليس ما تراه لنفسك، العالم يراك جيدا ويفهم أوضاعك السياسية والاقتصادية والأمنية ولا ينتظر توضيحات أو شروحا من وزير تركي ولا هندي، وعلى أصحاب القرار في البلد أن يفيقوا من السكرة، فهكذا يرى العالم مصر الآن، وهذا حجمها، مع الأسف".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!