محمود العبي - خاص ترك برس

من المعروف أن الثورة يمكن أن تكون اقتصادية لتغيير الواقع الاقتصادي نحو الأفضل, أو ثورة سياسية لإنقاذ البلاد من نظام حكم ظالم، ثورة جديدة يقدمها لنا الأتراك هي ثورة استحقت إعجاب كل المتابعين، وهي ثورة لمنتخب تركيا الوطني بكرة القدم.

فقد شهدت الألفية الجديدة بروز جيل جديد في المنتخب التركي, تحت قيادة داهية التدريب التركي المعروف (فاتح تريم) وكانت البداية في كأس أمم أوروبا 2000؛ فقد تمكن الأتراك للوصول إلى النهائيات، وتخطي الدور الأول بعد هزيمتهم للمنتخب البلجيكي المضيف قبل سقوطهم وبصعوبة أمام البرتغال القوية 2-0 بقيادة نجم برازيلي أوربا لويس فيغو وزميله روي كوست،, لتواصل الكرة التركية ثورتها وتبلغ أوج عطائها في العام 2002، فقد تأهل رفاق هاكانشوكور إلى عرس الكرة العالمية في القارة الصفراء آسيا, باستضافة اليابان وكوريا الجنوبية, وجاء تركيا في مجموعة ضمتها إلى جانب راقصي السامبا المنتخب البرازيلي، والتنين الصيني، ومنتخب كوستاريكا، أولى مباريات تركيا في المونديال كانت أمام المنتخب البرازيلي، وفيها تمكن النجم حسن ساس من افتتاح باب التسجيل لتركيا، وصمد روشتو نجم حراسة المرمى في وجه أساطير حرف الراء رونالدو، وريفالدو، ورونالدينو، روبرتو كارلوس، طيلة الشوط الأول، قبل أن ينجح الظاهرة رونالدو من تعديل النتيجة في بداية الشوط الثاني، وشهد اللقاء لقطة غير رياضية من ريفالدو، بعد أن قام ريفالدو وهو ينفذ ركلة زاوية أن أحد مدافعي تركيا قد سدد الكرة على وجهه، وأثبت الإعادة البطيئة قيامه بالتمثيل، ومنح حكم اللقاء ركلة جزاء غير صحيحة للبرازيل، جاء منها هدف التقدم، وفي المباراة الثانية سقطت تركيا في فخ التعادل الإيجابي أمام كوستاريكا، وبعد الفوز في المباراة الثالثة والأخيرة في الدور الأول على حساب الصين بأربعة أهداف نظيفة، واحتلال وصافة المجموعة خلف البرازيل، ليكمل الأتراك مسيرتهم بالفوز على اليابان في عقر دارها بهدف نظيف, ومن ثم السنغال بهدف ذهبي في ربع النهائي ليعلن الأتراك حينها عن ولادة جيل رائع بقيادة ثور البوسفور (هاكانسوكور) ولاعبين من أمثال حسن ساس والحارس المتألق روشتو. نصف النهائي يومها كان ضد البرازيل والتي عانت الأمرين قبل أن تفوز بهدف رونالدو ليخرج الأتراك مرفوعي الرأس ويضربوا بقوة أمام كوريا الجنوبية وبثلاثية كان أحدها ولا يزال أسرع هدف في تاريخ كأس العالم. هذه الثورة ما لبثت أن خمدت بنكسة الخروج من الملحق الأوروبي لكأس أمم أوروبا 2004 على يد لاتفيا المغمورة، بعد التعادل بأنقرة 2-2 كما كان عدم تأهل تركيا لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2006 بألمانيا نكسة أخرى، التألق التركي عاد بعودة المخضرم تيريم لقيادة دفة الجهاز الفني التركي، فكان كأس أمم أوروبا 2008 بسويسرا والنمسا شاهدا على تألق الأتراك وقدرتهم على صناعة الحدث، في تلك البطولة، وأوقعت القرعة تركيا بمجموعة نارية جانب البرتغال القوية والتشيك الصلبة وسويسرا المستضيفة، البداية كانت سلبية بالخسارة من البرتغال بهدفين نظيفين, لينتفض الأتراك في المباراة الثانية محققين الفوز على سويسرا المضيفة بهدفين مقابل هدف وحيد، وعلى التشيك بثلاثة أهداف مقابل هدفين بالوقت الضائع، رغم تأخرهم بهدفين مع مطلع الشوط الثاني، الإعجاز والإنجاز التركي استمر أمام كرواتيا العنيدة بالفوز 4-2 بضربات الترجيح بعد التعادل بآخر الوقت الإضافي 1-1، قبل أن يسقط الأتراك بصعوبة بالغة أمام منتخب الماكينات الألمانية بثلاثة أهداف مقابل هدفين، كما تأهل المنتخب التركي الى نهائيات يورو 2016 والمقرر إقامتها على الأراضي الفرنسية بعد حصوله على مركز أفضل ثالث بين كل المجموعات المشاركة، على الرغم من أن منتخبي النرويج و أوكرانيا يسبقان الأتراك بنقطة واحدة، إلا أن القوانين والأنظمة حالت دون ذلك. وذلك بسبب القانون الذي ينص بان النقاط التي تم الحصول عليها من المنتخب الذي حصل على المركز الخامس السادس تلغى وبهذا تأهل المنتخب التركي مباشرة كأفضل ثالث دون أن يدخل في خضم الملحق.

فهل تستمر ثورة المنتخب التركي؟ وهل يتكرر إنجاز 2008، في ظل وجود مدرب خبير هو فاتح تريم، وكوكبة من اللاعبين الأتراك المحترفين في أفضل الأندية الأوروبية، إضافة إلى زملائهم الموجودين في السوبر ليغ التركي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!