تأتي هذه المقالة في سياق تغطية ردود الفعل الإسرائيلية على الاتفاق الأخير مع تركيا

حاييم إتجار - صحيفة معاريف - ترجمة وتحرير ترك برس

هل هو اتفاق ذو أهمية استراتيجية وفوائد اقتصادية مع قوة إقليمية ذات نفوذ؟ اصنعوا لنا معروفا، وماذا عن الكرامة الوطنية للشعب المقيم في صهيون (الذي يسرق الصنابير والصواني من الفنادق التركية).

مكتب رئيس الحكومة مساء. الكاميرات والمحللون السياسيون ينتظرون بفارغ الصبر. وبعد دقائق طويلة من الانتظار وصل المتحدث باسم رئيس الحكومة، وتوجه فورا إلى الحاضرين: "مساء الخير. بعد بضع دقائق سيوضح رئيس الحكومة بعض النقاط المتعلقة باستئناف العلاقات بين إسرائيل وتركيا. وفي النهاية سيضطر رئيس الحكومة إلى المغادرة لحضور اجتماع أمني عاجل في شمال البلاد، ولن يتمكن من الرد على الأسئلة. شكرا لكم. تفضل سيدي رئيس الحكومة".

توجه رئيس الحكومة إلى المنصة، وعدل وضع الميكروفون، ووضع بعض الأوراق، وبدأ كلمته: "مساء الخير أيها الموطنون الأعزاء والصحفيون الفضوليون. يسرني أن أبلغ الأمة أن أيام الغضب والقطيعة قد انتهت. سويت الخلافات، ونحن عائدون إلى الحضن الدافئ لحلفائنا القدامى الأتراك. الاتفاق الجديد جيد بالنسبة لنا في كثير من المسائل الاقتصادية والاستراتيجية، بدءا من بيع الغاز إلى القضاء على الإرهاب. هذا الاتفاق له أهمية بالغة في عالم يفتقر إلى الاستقرار الدبلوماسي. وبالإضافة إلى ذلك فإن الشعب سيكون قادرا قريبا على الاستمتاع بأمان وبأعداد غفيرة بالمناظر الطبيعية الخلابة، والشواطئ الساحرة، والأسواق النابضة بالحيوية والتاريخ الثري لتركيا القوة الكبرى. شعب إسرائيل حي. تصبحون على خير. شكرا جزيلا لكم".

أنهى رئيس الحكومة كلمته، وغادر القاعة. وعلى الرغم من العجلة، ففي طريقه إلى عربته تسللت إلى مسامعه بعض الأسئلة التي أطلقها صحفيون في الفراغ: "سيدي رئيس الحكومة، ماذا عن الكرامة الوطنية؟ لماذا حولنا لهم ملايين الدولارات؟ هل كان لزاما علينا أن نهين أنفسنا بهذا الشكل؟".

وفي وقت لاحق تشاور رئيس الحكومة مع المتحدث باسمه في المقعد الخلفي للسيارة المحصنة: "اسمع!  ثمة شئ في كلامهم. خدعنا الأتراك.أهَنّا أنفسنا. لن ينظر الشعب بعين الرضا إلى ذلك. نحتاج إلى بروباغندا إعلامية".

المتحدث باسم رئيس الحكومة: "ماذا نفعل؟ ربما وزير جديد؟".

رئيس الحكومة: "همممم... يجب... همممم..." فكر رجل البلاد القوي مليا، بينما هو يقرع بأصابعه على النافذة الداكنة المغلقة. "ربما وزير جديد؟ وزير لشؤون... وزير لشؤون... وجدتها وزير لشؤون الكرامة المفقودة. بالضبط".

في صباح اليوم التالي. مكتب رئيس الحكومة. صحفيون وحاشية نتنياهو يملؤون المكان المعتاد. توجه رئيس الحكومة إلى المكان المعروف، ودون تلكؤ شرح نهجه: "صباح الخير. من أجل الحيلولة دون أزمة مستقبلية، قررت تعيين وزير جديد، وزير شؤون الكرامة المفقودة. وهو منصب معقد وعسير. وفي هذه الأثناء، وحتى يعثر على الشخص المناسب، سأتولى بنفسي هذه المهمة. مواطني إسرائيل، من اليوم نقول كفى، ونتمسك بموقفنا. لن نقبل أن يدوس الأتراك كرامتنا. انطلاقا من مهامي فإنني أعارض التسوية. وحتى لا نصير مثل البريطانيين الذين كانوا لسنوات يمشون خجلين، وهذا الأسبوع خربوا مستقبلهم من أجل غرام من الكرامة، فقد قررت الوزارة التي أترأسها عددا من إجراءات الطوارئ. خلال الأسابيع المقبلة سننتج عملاقا من العزة سيؤدي إلى عودة التوازن مع الأتراك، وتعويض مبالغ التعويضات التي حولت إليهم. ولتحقيق هذه الغاية سنعمل مثل أخطبوط متعدد الأذرع: أنشأنا صندوقا لتشجيع إخفاء الصنابير والمناشف في فنادق مدينة بودروم التركية. ستمنح مكافأة خاصة لمن يخفون حشية الأسرة والفرش من فنادق أنطاليا. أما المتميزون الذين سينجحون في اقتلاع الأبواب وما عليها من فندق "آدم وحواء" وغيرها من المراكز السياحية ذات المستوى الفاخر، فسيفوزون بالمشاركة في القرعة لشراء شقة في مشروع الحكومة للشقق بأسعار مخفضة في مستوطنة "هابوريح حقوقاه عيليت" إلى جانب 250 ألفا من الأزواج الذين يعيشون بلا مأوى".

"وبالإضافة إلى ذلك، فإن دولة إسرائيل وبالتعاون مع مكتب المراهنات الرياضية الإسرائيلية (مفعال هابايس) ومع مكتب مراهنات الخيل، ستطلب من اللجنة الأوليمبية الدولية الاعتراف بملئ الصواني بالطعام في بوفيه الصباح رياضةً أوليمبية. وأتمنى أن نحظى في هذا العام بالمشاركة في أوليبمبياد ريو دي جانيرو".

"منذ اليوم فإن على كل إسرائيلي يذهب في نزهة إلى تركيا أن يعمل من أجل استعادة الكرامة الوطنية والوظائف المسروقة. لا تخافوا من ثقل المهمة، فالأمر يحتاج إلى بعض النوايا الحسنة، وليس أكثر من ذلك. يمكن أن يتم ذلك عبر لفتات بسيطة، مثل إعداد مئات السندوتشات في وجبات الإفطار، وتشغيل مكبرات الصوت حتى ساعات الصباح الأولى أمام حجرة سائحين روس، أو إجراء محادثات هاتفية دولية لاذعة مع الأبناء تعلنون خلالها بفخر أنكم تعرفون حاييم رافيفو (لاعب كرة قدم سابق احترف في فريق غالاطا سراي) وبيني بليلي (لاعب كرة سابق احترف في نادي سيفا سبور التركي) شخصيا، وتختمون المحادثة بالمقارنة بين محرقتنا وبين المحرقة الأرمينية، والمطالبة بتعويضات عن هذه الإبادة الجماعية المرعبة. وبالطبع احفظوا في قلوبكم أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال المقارنة بين المحرقتين".

"أنتم ممثلونا في كفاحنا من أجل عزتنا. خلدوا تراثنا في هذا البلد المتغطرس، ولا تخجلوا من حفر أسمائكم في مواقعهم الأثرية، وحفر أسماء محل إقامتكم، مع تزيين ذلك بعلم إسرائيل. ليعلم كل تركي أنهم نجحوا في خداعنا بالمكر والدبلوماسية، لكن لدينا كرامة وبوفرة".

"المخلص لكم. وزير شؤون الكرامة الوطنية المفقودة".

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس