تولغا تانش - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس

نحن في حرب عالمية، لكن القليل من الأمريكان من يدرك ذلك. (ص2)

هذا النظام (أوباما)، منع وصف أعدائنا بالعلمانيين، هؤلاء إسلاميون متشددون. (ص3)

لم يسعنا تحمّل أنْ تلعب الدول الحلفاء لنا دور الحليف، وهي في الحقيقة تتعاون وتعمل مع أعدائنا. (ص9)

العالم بحاجة إلى إصلاحات متعلقة بالإسلام، وإلا علينا أنْ لا نستغرب اشتراك ذلك بالعنف. (ص10)

كيف يمكن Hن ننتصر؟ علينا التصالح مع الأنظمة الداعمة لعدونا، ونضعفهم، وعندما تحين الفرصة ننقلب عليهم. (ص113).

هذه الاقتباسات مأخوذة من كتاب "مايك فلين" بعنوان "نطاق الحرب"، الذي نشره قبل أربعة أشهر، وأصبح "فلين" الأسبوع الماضي مستشار الأمن القومي في نظام حُكم ترامب، ويتحدث الكتاب عن "الإسلام الأصولي وكيفت انتصار الحرب الدولية ضد حلفائه"، وهو ما يُعد دليلًا لمعرفة السياسة الخارجية الأمريكية في المرحلة المقبلة.

كما أنّ "فلين" مدح الأكراد في صفحة 139، ونسج المديح للسيسي الذي انقلب على الإخوان المسلمين في مصر عام 2013 (ص134)، ودافع عن رؤية ضرورة أنْ تكون مصر والأردن وإسرائيل الحلفاء الحقيقيين لأمريكا في المنطقة (ص177)، وأعرب عن إيمانه بقدرة أمريكا وروسيا التقارب والتعاون في الحرب ضد الإسلام الأصولي والمتطرف (ص174)، وهذه كلها دلائل السياسة الخارجية المتعلقة بمنطقتنا بالنسبة لأمريكا في ظل حُكم ترامب.

أمور صعبة وقاسية، أليس كذلك؟ وهي أشياء لم نسمعها أبدا طيلة حُكم أوباما، وهو خطاب تجاوز أيضا ما كنا نسمه من نظام بوش، وهذا مفهوم جديد لنظام حاكم في أمريكا، يدعم أنظمة الحكم الدكتاتورية، ويريد التعاون حتى مع روسيا.

والأمر الصادم الآخر، هو أنّ "فلين" ليس وحده في كابينة ترامب من يعتقد بهذه الاعتقادات، حيث تحدث كلا من "جيف سيشينز" الاسم المقترح لوزير العدل القادم، وكذلك "مايك بومبه" الاسم المتوقع ان يكون رئيسا لجهاز الاستخبارات "سي آي إيه"، كلهم تحدثوا بنفس الخطاب تقريبا. وهذا الأخير غرّد على تويتر ليلة 15 تموز/ يوليو، وقام بتشبيه أردوغان "بسلطان إسلامي دكتاتوري"، وما كتبه "فلين" في كتابه هو رصد وتوافق لحملة ترامب الانتخابية.

وقد سألت "سيشينز" عن تقييمه ورؤيته للعلاقات الأمريكية مع تركيا، وذلك الأسبوع الماضي، وتحدث في التسجيل الصوتي بأنّ "المنطقة التي تتواجد فيها تركيا، أهم منطقة في العالم، ونحن ننتظر أنْ نحسّن العلاقات مع تركيا ونطورها إلى الأفضل، انطلاقا من علاقاتنا التاريخية، لإرجاعها لمسارها الصحيح". فماذا يعني هذا؟ يجيب عن ذلك الشخص نفسه في حديثه لقناة "فوكس" بتاريخ 21 آب/ أغسطس: "يبدو أنّ تركيا تميل نحو التوجه الإسلامي، وهذا الأمر خطير للغاية وأتمنى أن لا يستمر، هذا النظام الحاكم (أوباما) لم يعمل أي شيء لإيقاف تركيا نحو هذا التوجه، فتركيا دولة حليفة مهمة لنا، ومسيرة تركيا في الاتجاه الخاطئ سيسبب لنا العديد من المشاكل، وعلينا ان نستمر في علاقاتنا الجيدة مع تركيا التي كانت كذلك على مدار عشرات السنوات".

قمت بهذه الاقتباسات، لشخصيات أصبحت الأسبوع الماضي من كابينة نظام حُكم ترامب، وهذا خبر سيء لفتح الله غولن، لكن في نفس الوقت، هذه الدلائل والإشارات تشير إلى أنّ المرحلة القادمة قد تشهد استمرار تعقد العلاقات التركية الأمريكية أيضا.

يسعى أردوغان حاليا إلى تأسيس العلاقة مع ترامب على أسس شخصية، حيث علمت أنّ اردوغان طلب مقابلة ترامب في شهر ديسمبر/ كانون الأول، وذلك قبل انتهاء مدة أوباما، إلا أنّ الأخير اعتذر عنها بسبب جدولة لقاءات مسبقة وامتلاء وقته. لكن ليس من الصعب تخمين حجم الحمل الذي سيكون على أنقرة، في ظل وصول أسماء تعتبر الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، وكذلك عناصر حماس.

سنستمر في مناقشة هذا الموضوع، لكن المهم في النهاية أنْ نستطيع قراءة المشهد الأمريكي بصورة سليمة وواقعية، لأنّ تقديم الأمور على أنها تسير تماما وفق ما تريد أنقرة، وأنّ كلا الطرفين سيتوصلان إلى توافق في وجهات نظرهم حول غولن، ليس بالأمر السليم ولا القويم.

هؤلاء ينظرون إلى التدخل الأمريكي في العراق وليبيا بأنه خاطئ، لكن تصرفاتهم صلبة وقاسية، أقسى من أي نظام حُكم امريكي سابق، واليوم يوجد ديناميكيات مختلفة تماما في واشنطن، وخطة مختلفة، على نغمة مغايرة، ومرحلة جديدة سيقودها نظام ترامب.

عن الكاتب

تولغا تانش

كاتب في صحيفة حرييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس