رسول طوصون – صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

مهما تحدث البعض عن موتنا وانتهائنا فقد أصبحت تركيا محط أنظار العالم الإسلامي في الوقت الحاضر.

حيث تحولت إسطنبول إلى مركز للمؤتمرات.

ولذلك لا يلبي مطاراها احتياجات المسافرين منها وإليها، الذين ينتظرون إقلاع الطائرات إلى حد التململ. 

وبجميع الأحوال، احتضنت مدينة إسطنبول خلال اليومين الأخيرين من الشهر الماضي اجتماعين استثنائيين هامين. 

فقد عقد المؤتمر الأول لرابطة برلمانيون لأجل القدس في إسطنبول بحضور الرئيس رجب طيب أردوغان واستضافة إسماعيل كهرمان رئيس البرلمان التركي.

وكان هذا التشكيل الحديث جدًا قد أنشئ في تاريخ 15 من تشرين الأول/ نوفمبر بمشاركة 150 برلمانيًا من 30 دولة إسلامية. والشيخ حميد الأحمر اليمني الأصل رئيس المجلس التنفيذي المؤلف من 10 أشخاص. ومكون من أعضاء يمثلون الأردن والمغرب والسودان والبحرين وإندونيسيا وفلسطين ومصر والجزائر وتركيا الممثلة بنائب رئيس حزب العدالة والتنمية نور الدين نباتي.  

وبناء على دعوة خاصة شاركت في مؤتمرات التأسيس التي أقيمت السنة الماضية. كما طلب العاملون في المؤتمر مني الدعم في موضوع مشاركة نواب أتراك هذه السنة. وبالتالي كان غالبية النواب الأتراك المشاركين في الاجتماع هم من أصدقائي الذين دعوتهم.

ولكن لا يبدو واضحًا لدى البعض وجود عدو داخل هذه الدول. بل إن المسلمين يحارب بعضهم بعضًا!

فالعدو واضح في فلسطين ممثلًا بالاحتلال الصهيوني! وبالتالي هناك إجماع لدى المسلمين على مسألة قدسية فلسطين ووضوح العدو فيها. ولكن لا جدوى من اتفاقاتنا هذه. لأن مليارًا و700 مليون مسلم لا يملكون القوة الكافية لمواجهة الاحتلال الصهيوني المؤلف من 6 ملايين نسمة. والمتواصل منذ 68 عامًا.

في ظل خروج المسألة الفلسطينية من كونها مشكلة إقليمية وتحولها إلى مشكلة دولية. كما أصبحت العائق الأكبر أمام السلم العالمي. وارتكاب المجازر وانتهاك حقوق الإنسان على الهواء مباشرة. بينما اكتفى العالم الإسلامي بمشاهدة ذلك فحسب. وإلقاء الخطابات واتخاذ القرارات. دون أي نتيجة تذكر. 

في حين لم تقف تركيا عاجزة دون إبداء رد فعل هو الأشد ضد انتهاكات الصهاينة خلال فترة حكم حزب العدالة والتنمية. وبالتالي أصبحت تركيا خلال السنوات الخمس الأخيرة الدولة الأكثر تأثيرًا في الدفاع عن القضية الفلسطينية. والدولة الأولى التي تراجع واعتذر منها للمرة الأولى في التاريخ الاحتلال الصهيوني. ولهذا السبب اختار المؤتمر تركيا مركزًا لانعقاده.

وقال الرئيس أردوغان في كلمة له أثناء افتتاح أعمال مؤتمر برلمانيون لأجل القدس، "إن الطريق الوحيد للسلام الدائم في الشرق الأوسط، هو إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية". ولكن من سيجبر إسرائيل على القبول بكلامه هذا؟

وفي هذا السياق أكد مجددًا على ضرورة إعادة هيكلة الأمم المتحدة العاجزة.   

ومن ناحية أخرى أشار أردوغان إلى عدم مبالاة بعض المسلمين بفلسطين، موصيًا بضرورة إشعار الفلسطينيين بأنهم ليسوا وحدهم وأن زيارة المسجد الأقصى دون أي عائق.

في حين حذر كل من رئيس المجلس ورئيس الوزراء إسرائيل من خلال لفت الانتباه إلى محاولات تهويد القدس. ولكن بما أن السلطات هي من تطبق القانون في عالمنا، تظل سلطة القانون مجرد كلام لا طائل منه.

وإن كان كلامًا كلاسيكيًا ولكنني لن أستطيع المتابعة دون كتابته. لو أن المسلمين في ليبيا واليمن وسوريا والعراق بذلوا جهودهم من أجل فلسطين بدلًا من بذلها من أجل تحطيم بعضهم البعض لما بقي احتلال أو صهيونية!

 وبهذه العقلية لا يمكن للعالم الإسلامي استعادة فلسطين!

عن الكاتب

رسول طوصون

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس