رسول طوصون - -صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

كان توقيت وفحوى زيارة الرئيس التركي أردوغان لدول الخليج على قدر كبير من الأهمية، فقد حملت هذه الزيارة في ثناياها رسائل ملفتة للنظر في الوقت الذي لم تتضح فيه بعد سياسة ترامب في المنطقة، وقد شعرت إيران بهذا فانطلق روحاني مسرعا إلى الكويت وسلطنة عمان لإصلاح العلاقات مع دول الخليج.

ما يلفت الإنتباه هو عودة تركيا كقوة فاعلة ومؤثرة في المنطقة بعد غياب دام 100 سنة، وخاصة ازدياد هذا الأمر بعد قيامها بعملية درع الفرات، وما لفت الأنظار أيضا اصطحاب رئيس الجمهورية أردوغان لرئيس أركانه خلوصي أكار ومستشار الاستخبارات هاكان فيدان معه في جولته الخليجية حيث أن هذه الجولة تعتبر بمثابة محادثات ثنائية بين رئيس دولتين.

كما أن تعليل الرئيس أردوغان لأهداف جولته الخليجية في خطابه في البحرين تحمل في طياتها رسائل ذات أبعاد كثيرة، فقد وجه أنظار دول الخليج العربي إلى مشاكل المنطقة من القضية الفلسطينية إلى الأزمة السورية ومن العراق إلى اليمن ومن اليمن حتى ليبيا و هذا يحمل أيضا رسائل تفيد باهتمام تركيا بمشاكل المنطقة عن قرب بشكل صريح، وكان نداء أردوغان  يحمل في طياته تنبيها لطيفا إلى دول المنطقة لحل مشاكل المنطقة  من أزمة اللاجئين، والمنطقة الآمنة ومحاربة الإرهاب.

البارحة انتشرت صورة رئيس الجمهورية أردوغان مع رئيس الأركان بين جموع المصلين في المسجد النبوي  بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

 أثلجت هذه الصورة قلب الشعب التركي وأفرحته، فهي تليق بقائد الجيش.

ربما أثارت هذه الصورة استغراب البعض لكن تأكدوا من أن قسم كبير من الشعب لما رأى الصورة زادت ثقته  أكثر وأكثر بقائد جيشه.

في الحقيقة إن ما يدعو للاستغراب هو وقوف قائد  شعب مسلم متطرفا في أحد صفوف المصلين، لكن الطبيعي في الأمر هو وقوفه بين جموع المصلين، لأن الشعب لا يثق بقائد يقف متطرفا في الصلاة بل يذهب للموت دون تردد مع القائد الذي يقف متوسطا بين جموع المصلين.

صورة أخرى مشابه حصدت أيضا أرقاما قياسية على مواقع التواصل الاجتماعي وهي أثناء الطواف حول الكعبة، فقيام رئيس الأركان ومستشار الإستخبارات بأداء العمرة والصلاة جماعة يدل على وحدة وتلاحم الشعب.

عند الغرب لايقومون بانتقاد رجال الدولة والعسكر عند صلاتهم في الكنيسة مع المواطنين، لكن رجال تركيا وقادتها يتعرضون للانتقاد عندما يصلون في الجامع.

تدل هذه الصور على انقراض الفترة الماضية الشاذة عندما كان لايسمح بالصلاة في الجيش التركي.

عن الكاتب

رسول طوصون

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس