فكرت بيلا - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس

علينا النظر في البعد الإنساني أولا لأي مصيبة تحدث، سواء كانت كارثة طبيعية أو حرب. ونحن رأينا كيف تحولت حلب إلى خراب، وشاهدنا قلق وهلع وخوف الأطفال والنساء الذين خرجوا من بين تلك الخرابات.

وقد أكّد "ويسي كايناك" مستشار رئيس الوزراء، على أنّ الأولوية الآن تتمثل بضرورة إيصال المساعدات بصورة عاجلة للأطفال والنساء والعجائز في سوريا، وأشار إلى أنّ تركيا تبذل ما تستطيع القيام به في هذا الموضوع، وهي تقدم المساعدات أكثر بكثير من الدول الأخرى.

الأطفـال الأيتـام

هناك العديد من القصص المؤلمة، ومنها قصة الأطفال السوريين الأيتام، عدد الذين وصلوا تركيا منهم 4 آلاف، وهناك أكثر من هذا العدد في الجانب السوري، منهم من فقد والده ومنهم من فقد والدته ومنهم من فقد الاثنين، وتسعى إدارة الكوارث والطوارئ "آفاد"، ووزارة العائلة والسياسات المجتمعية للنظر ومتابعة أحوال هؤلاء الأطفال.

لا شك أنّ الشعب التركي يُحب المساعدة، وساهم بشكل كبير في إرسال المساعدات إلى جانب ما تقدمه الدولة، وهؤلاء الأطفال الذين أصبحوا بلا آباء ولا أمهات هم أطفالنا كذلك، وتهتم العائلات التركية بهم عن قرب، حيث أشار "كايناك" إلى أنّ هناك العديد من الطلبات التي ترغب بتبني هؤلاء الأطفال أو رعايتهم تحت سياسة الأسرة الحاضنة، مؤكدا على وجود نقاشات حقوقية وقانونية حول هذا الموضوع بما يتوافق مع اتفاقية جنيف.

ويأتي بعد ذلك النسوة السوريات، هؤلاء الذين يعتنون بالأطفال، ويحتضنونهم، ويعملن جاهدات من أجل توفير الحياة لهم، هؤلاء أيضا بحاجة للمساعدة، واعتقد أنّ الذين يقطنون في المخيمات أوضاعهم افضل من الذين يقطنون خارج المخيمات، وهؤلاء بحاجة للمساعدة.

نحن نرى بعضهم على إشارات المرور، يطلبون المساعدة، ويقومون بتنظيف زجاج السيارات، وبيع المناديل، وبدلا من ان نقدم شكوى علينا البحث عن سبل مساعدتهم.

قرية بدلا من مخيّم

وتحدث "كايناك" عن مُقترح إنشاء قرى للاجئين بدلا من المخيمات، من أجل أنْ ينخرطوا أكثر في المجتمع وفي الاقتصاد، ومثال ذلك أنْ يعمل المزارعون ومربو الحيوانات منهم في حقلهم ومجالهم، وبذلك يكون لهم مساهمة اقتصادية، وهذا الأمر يُساهم في تخطيهم حالة الصدمة النفسية التي تعرضوا لها بسبب الحرب.

ولو توفرت الظروف فبالإمكان عمل الشيء نفسه داخل الأراضي السورية، وهذا الأمر مهم من الناحية الاجتماعية، ولو قبل المجتمع الدولي فكرة المنطقة الآمنة، لحصل هذا الأمر منذ زمن. ونتمنى من الغرب أنْ لا يعارض ذلك بعد الآن، وفكرة إنشاء قرى للاجئين داخل الأراضي التركية والسورية فكرة جيدة.

أهـمية البـاب

كما تحدث "كايناك" عن أهمية عملية درع الفرات، وما حققته داخل الأراضي السورية، وكذلك شرح لنا أهمية منطقة الباب، والتي يسعها من خلالها حزب العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، يسعون إلى تمرير ممرهم من الناحية الجنوبية بعد فشلهم في تأسيسه شمالا، لأنّ منطقة الباب تأتي في الوسط تماما بين منطقة عفرين ومنبج، وهي مناطق يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي، ولذلك يسعى الأخير إلى ربط مناطق سيطرته من خلال الباب، وهذا هو السبب الذي يجعل من منطقة الباب منطقة هامة جدا بالنسبة لعملية درع الفرات.

والأهمية الأخرى تكمن في توفير الأمن لحياة 44 ألف سوري مدني خرجوا من حلب وتوجهوا نحو إدلب، ولهذا تسعى تركيا لتوفير كل المعونات اللازمة لهم في ادلب، بدلا من تكبدهم عناء الهجرة إلى تركيا، وتعمل تركيا جاهدة مع روسيا لكي لا يستهدف النظام السوري منطقة ادلب.

وستسعى تركيا جاهدة في محادثات كازخستان، لصب جهودها حول الإعلان الفوري عن وقف شامل لإطلاق النار في كل سوريا، من أجل إيصال المعونات للمدنيين والأطفال والنساء.

عن الكاتب

فكرت بيلا

يكتب في جريدة "ملليت" وهو في نفس الوقت ممثل الجريدة في أنقرة. متخرج من جامعة غازي بدرجة دكتور.


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس